صدر مؤخرا عن مركز النشر الجامعي كتاب «صوت الطالب الزيتوني» حركة ثقافية سياسية للباحث الشاب الدكتور عبد الباسط الغابري. ويعد الكتاب الأنيق محاولة جدية لاعادة قراءة ومساءلة حقبة الخمسينات من القرن الماضي من خلال تحليل خطاب صحيفتي «صوت الطالب الزيتوني» و«صدى الزيتونة» وما أفرزته هذه القراءة المتمعنة من كشف واستجلاء لحقائق حضارية وتاريخية وثقافية وسياسية مهمة. يتألف هذا الكتاب من ثلاثة أبواب: باب أول موسوم بمنطلقات الحركة تتحدد وظيفته في تهيئة القارئ لتقبل القضايا والاشكاليات التي تضمنتها صحيفة صوت الطالب الزيتوني (1950-1951) فيه مراوحة بين الجانبين التاريخي والنظري. أما الباب الثاني فهو موسوم بطروحات الحركة فيه محاولة لعرض الاشكاليات والتعمق في تفاصيلها وجزئياتها، وقد روعي فيه انحصار البحث في جدلية الثقافة والسياسة لذلك أقصيت منه قصدا اثارة بعض المسائل الأخرى كأنماط الكتابة الصحفية وثنائية التجديد والتقليد. ويعتبر الباب الثالث قراءة نقدية لبعض القضايا تتويجا منطقيا للمراحل السابقة من التحليل، اذ تم في الفصل الأول منه صياغة مجموعة من المفاهيم بصورة نسبية باعتبار ان عناصر صوت الطالب ليسوا منظرين بالمعنى الأكاديمي للكلمة وانما كانوا يشكلون نقابة بالمعنى الاجرائي والعملي للكلمة دافعت عن حقوق الطلبة الزيتونيين خلال منعطف حاسم من تاريخ تونس المعاصر، وتبدو تلك القضايا المفهومية استثمارا للنتائج الجزئية للاشكاليات التي طرقت في المستويات السابقة في التحليل فتشكلت سلسلة من المفاهيم الثقافية مثل المثقف والثقافة والتعليم والخصوصية الثقافية، ثم المفاهيم السياسية مثل السياسة والأمة والوحدة والشعب والجهاد، وهو ما أسهم في تعميق النظر في عديد القضايا الحضارية لذلك عقد المؤلف فصلا ثانيا موسوما بقراءة نقدية لبعض القضايا الحضارية. الغابري مؤلف وباحث طموح بمركز الدراسات الاسلامية في القيروان وله مقالات منشورة ببعض الدوريات التونسية والعربية وله أيضا كتب جماعية مشتركة منها: في حوار الحضارات والأديان (2009) موقع القيروان في الثقافة الاسلامية (2010)