عاجل/ تحول أميركي في مفاوضات غزة..وهذه التفاصيل..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    وزارة الصحة تُوضح بخصوص التعهد بحالة طبية أثارت تفاعلات وتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي..#خبر_عاجل    829 كم في 7 ثوان!.. صاعقة برق خارقة تحطم الأرقام القياسية    خطر تيك توك؟ البرلمان المصري يهدد بالحظر!    عاجل: قرار قضائي يوقف ترحيل آلاف المهاجرين من أمريكا    عارف بلخيرية رئيسا للجامعة التونسية للرقبي لفترة نيابية جديدة    عاجل: ما تشربوش من''عين أحمد'' و''عين أم ثعلب'' في تالة!    الوحدات الأردني يفسخ عقد قيس اليعقوبي    ضيوف تونس: رشيد بارادي (الجزائر): حبّ تونس لا يحصى ولا يعد    كلمة ورواية: كلمة «مرتي» ما معناها ؟ وماذا يُقصد بها ؟    في نابل والحمامات... مؤشرات إيجابية والسياحة تنتعش    تململ وغضب ودعوات للمقاطعة.. 70 دينارا لحم «العلوش» والمواطن «ضحيّة»!    مونديال الاصاغر للكرة الطائرة : ثلاثة لصفر جديدة أمام مصر والمرتبة 22 عالميا    معاينة فنية لهضبة سيدي بوسعيد    درجات حرارة تفوق المعدلات    اليوم الدخول مجاني الى المتاحف    جامع الزيتونة ضمن السجل المعماري والعمراني للتراث العربي    غازي العيادي ضمن فعاليات مهرجان الحمامات الدولي: ولادة جديدة بعد مسيرة حافلة    حماس تكذّب المبعوث الأمريكي: لن نتنازل عن السلاح    أستراليا تمنع يوتيوب للأطفال: وداعًا للخوارزميات الخطرة؟    لرصد الجوي يُصدر تحييناً لخريطة اليقظة: 12 ولاية في الخانة الصفراء بسبب تقلبات الطقس    الكاف: شبهات اختراق بطاقات التوجيه الجامعي ل 12 طالبا بالجهة ووزارة التعليم العالي تتعهد بفتح تحقيق في الغرض (نائب بالبرلمان)    إيقاف ياسين تشيوكو الحارس الشخصي لميسي ومنعه من دخول الملاعب    مع الشروق :الاعتراف... نصر أكتوبر الجديد    مباريات ودية: انتصارات لكل من النادي الصفاقسي، النجم الساحلي والاتحاد المنستيري    العواصف الرعدية والبَرَدْ جايين الليلة في المناطق هذي، حضّر روحك!    شائعات ''الكسوف الكلي'' اليوم.. الحقيقة اللي لازم تعرفها    قبلي: يوم تكويني بعنوان "أمراض الكبد والجهاز الهضمي ...الوقاية والعلاج"    بورصة تونس تحتل المرتبة الرابعة ضمن قائمة اداء الاسواق العربية خلال الربع الثاني من 2025    قرطاج يشتعل الليلة بصوت نانسي: 7 سنوات من الغياب تنتهي    عاجل: سوبر الأحد..الترجي بغيابات مؤثرة والملعب التونسي يسترجع عناصره    عاجل/ شبهات اختراق وتلاعب بمعطيات شخصية لناجحين في البكالوريا..نقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه الجامعي تتدخل..    عاجل/ الحماية المدنية تُحذر من اضطراب البحر حتى وإن كان الطقس مشمساً..    زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    بالأرقام: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية في عدد من الولايات..    الإدارة العامة للأداءات تنشر الأجندة الجبائية لشهر أوت 2025..    تنبيه هام: تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق..#خبر_عاجل    شراو تذاكر ومالقاوش بلايصهم! شنوّة صار في باب عليوة؟    عاجل/ وزارة الفلاحة توجه نداء هام لمُجمّعي الحبوب وتقدّم جُملة من التوصيات للفلاحين..    نقابة الصحفيين : مقاطع الفيديو المتعلقة بجماهير المهرجانات والمتداولة ليست لصحفيين محترفين ويجب احترام أخلاقيات المهنة    تحذير: استعمال ماء الجافيل على الأبيض يدمّرو... والحل؟ بسيط وموجود في دارك    اتحاد الشغل يؤكد على ضرورة استئناف التفاوض مع سلطات الإشراف حول الزيادة في القطاع الخاص    "تاف تونس " تعلن عن تركيب عدة اجهزة كومولوس لانتاج المياه الصالحة للشرب داخل مطار النفيضة- الحمامات الدولي    أحمد الجوادي في نهائي 1500 متر: سباحة تونس تواصل التألق في بطولة العالم    وفاة جيني سيلي: صوت الكانتري الأميركي يخفت عن عمر 85 عامًا    كيفاش أظافرك تنبهك لمشاكل في القلب والدورة الدموية؟    الفنان "الشامي" يحقق نجاحا جماهريا باهرا ضمن فعاليات الدورة 45 لمهرجان صفاقس الدولي.    جثمان متحلل بالشقة.. الشرطة تكشف لغز اختفاء عم الفنانة أنغام    شنية حكاية ''زكرة بريك'' اللي خوّفت جدودنا؟    الرضاعة الطبيعية: 82% من الرضّع في تونس محرومون منها، يحذّر وزارة الصحة    بطاطا ولا طماطم؟ الحقيقة إلّي حيّرت العلماء    سهرة قائدي الأوركسترا لشادي القرفي على ركح قرطاج: لقاء عالمي في حضرة الموسيقى    تحذير للتونسيين : برشا عمليات قرصنة ... ردّ بالك من التصاور والروابط المشبوهة    القصرين: منع مؤقت لاستعمال مياه عين أحمد وأم الثعالب بسبب تغيّر في الجودة    تاريخ الخيانات السياسية (33) هدم قبر الحسين وحرثه    هل يمكن لمن قام بالحج أن يؤدي عمرة في نفس السنة؟    شنوّة جايك اليوم؟ أبراجك تكشف أسرار 1 أوت!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأزمة بين السعودية وإيران: مجرّد «ضجيج»... أم «عاصفة» في الخليج؟
نشر في الشروق يوم 20 - 10 - 2011

باحثان من الرياض وطهران يحلّلان ل «الشروق»: أدخلت «مؤامرة» اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير منذ أيام العلاقات السعودية الايرانية في منعطف جديد قد يكون الأخطر على الاطلاق في تاريخ البلدين بالنظر الى التداعيات المحتملة التي قد تترتّب عليها هذه التهمة والتي قد لا تتوقف عند حدود الرياض وطهران.. وبصرف النظر عن مدى صحة هذه التهمة من عدمها فإن تطوّرات أحداث «المؤامرة» التي كشفت عنها السلطات الأمريكية وسياقاتها وأيضا توقيتها تنذر بأن تنتقل «حرب الخليج» الباردة بين طهران والرياض هذه المرة الى «حرب كبيرة ساخنة» قد تطال شظاياها محاور وساحات إقليمية أخرى في حال لم يغلّب الطرفان الحكمة ولغة الحوار على منطق التصعيد و«صب الزيت على النار»..وإذا كان من حق الرياض ان تغضب وأن تنتهج «الصرامة» في ردّها على المؤامرة الايرانية التي استهدفت سفيرها بواشنطن لأن ما حدث ليس بالأمر الهيّن الذي يمكن ان تقبل به أو تسكت عنه اي دولة فإن ايران مطالبة هي الأخرى بتقديم أدلة واضحة وأجوبة دقيقة تثبت فيها براءتها من التهم الموجهة اليها وتواجه فيها هذه التهم بمسؤولية بعيدا عن منطق الاتهامات وإذكاء «نار» التوترات والأزمات التي لا تصبّ في النهاية الا في مصلحة أعداء المنطقة العربية.إيران ركيزة أساسية في المنطقة لا يمكن القفز عليها مهما كان حجم الاختلاف معها... هذه حقيقة لا تحتاج الى تبرير ومحاججة.. والسعودية ركيزة أساسية في «البيت العربي» لا يمكن تجاوزها مهما كان الأمر... هذه أيضا حقيقة أخرى لا تحتاج الى استدلال لكن الحقيقة المهمة الأخرى التي يجب التنبّه اليها هي ان هناك ايادي أمريكية لا تريد الخير لهذين البلدين تعمل على إحداث وقيعة وفتنة بين هذين البلدين المهمين والكبيرين ... وهو ما يحتّم بالتالي عليهما تغليب منطق الحوار والتعاون والانحياز الى ضرورات التاريخ والجغرافيا ومصالح شعوب المنطقة.«الشروق» تسلّط الضوء في هذا العدد الجديد من ملفات «الشروق» العالمية على أبعاد وخلفيات الازمة الاخيرة بين الرياض والسعودية... وتستضيف الأستاذين: خالد الدخيل (مفكر وباحث وناشط سياسي سعودي) أمير الموسوي (محلل سياسي إيراني ومستشار في المركز الاستراتيجي الايراني).الباحث السعودي خالد الدخيل ل «الشروق»: إيران «تلعب بالنار»... وتقود المنطقة نحو «الانفجار»!!اعتبر الدكتور خالد الدخيل، الباحث في علم الاجتماع السياسي بجامعة الملك سعود في لقاء مع «الشروق» عبر الهاتف من الرياض ان تهمة ضلوع طهران في مؤامرة تستهدف اغتيال السفير السعودي بواشنطن صحيحة وثابتة.تونس «الشروق»:قال الدكتور خالد الدخيل إن طهران أقدمت على هذه العملية بهدف تخفيف الضغط عن النظام السوري وصرف الأنظار عن الازمة التي يواجهها.كيف تحلل أستاذ خالد بداية أبعاد الأزمة الأخيرة بين بلدكم وإيران وماهي قراءتكم لتداعياتها المحتملة على مستقبل العلاقة بين الجانبين؟ الأزمة في رأيي تتعلق بثلاثة عناصر: صراع سعودي ايراني في الشرق الأوسط الحراك الشعبي الحاصل في سوريا وشعور القيادة الايرانية بأن وضع النظام في سوريا معرّض للسقوط... وكما يعلم الجميع فإن النظام السوري هو الحليف العربي الوحيد لإيران وإذا سقط النظام السوري فإن ذلك يعني سقوط الاستراتيجية الايرانية في العالم العربي بشكل عام. إن إيران تعتقد ان الضغط في منطقة الخليج العربي عن طريق تحريك النعرة الطائفية واللعب على الوتر الشيعي في البحرين وتأجيج بعض التوترات في السعودية من شأنه ان يخفف الضغط عن سوريا وأن يحدّ من الضغوط الداخلية التي يواجهها نظام الرئيس السوري بشار الأسد.لكن الموقف الايراني لا يزال الى حد الآن رافضا للرواية الأمريكية حول مؤامرة اغتيال السفير السعودي... أليس من السابق لأوانه اصلا في هذه الحالة، طرح مثل هذه الفرضيات؟ في البداية كان ردّ فعل ايران هو رفض الرواية الامريكية... ثم قالت إنها مستعدة للنظر في الاتهامات الموجهة إليها... وهو ما يعني في رأيي ان إيران تريد الآن ان تسحب القضية من التداول الاعلامي... وهو ما يؤكد صحة الرواية بتدبير هذه المحاولة... لأنه كان من المفترض ان تتصل بالسعودية مباشرة اذا كانت بالفعل غير متورطة وتنسف الرواية الأمريكية من أصلها لكنها لم تفعل ذلك... والآن عندما تقول طهران انها مستعدة للنظر في الاتهامات الموجهة اليها فإنها تسعى من خلال ذلك الى رفع الحرج الكبير الذي تسببت له فيها هذه المؤامرة.ماذا تقرأ في التهديد السعودي باتخاذ اجراءات صارمة ردّا على هذه المؤامرة الايرانية... اي اجراءات يمكن ان تتخذها الرياض حيال طهران برأيك؟ هي مجرد اجراءات سياسية واقتصادية ولا أتوقع انها تكون أكثر من ذلك لكن من الممكن في رأيي توجيه عقوبات ضد النفط والغاز الايرانيين وأيضا اتخاذ مواقف من الجامعة العربية ومن مجلس التعاون الخليجي والذهاب الى الأمم المتحدة واستصدار قرار من مجلس الامن... فمثل هذا الأمر يبقى في رأيي مسألة مطروحة.وهل تعتقد ان المسألة يمكن ان تتطوّر حدّ المواجهة العسكرية بين ايران والسعودية؟ لا أتصوّر حدوث مواجهة عسكرية لأنها في رأيي ليست في صالح أحد... لكن أتوقع ان توجه المملكة رسالة صارمة ايران حتى تتوقف عن سياساتها الطائفية في المنطقة.. نحن مشكلتنا الرئيسية مع ايران أنها تستخدم الطائفية كأداة لسياستها في المنطقة.. إيران تؤسس سياستها على الأساس الديني الطائفي... ... في الكويت واليمن والسعودية ايران دعمت الحركات الشيعية الدينية وليس فقط الشيعة... فنحن في الحقيقة ليس لنا اي مشكل مع الشيعة كمذهب... ولكن المشكلة ان إيران تستخدم الحركات الشيعية الدينية لخدمة مشروعها الطائفي والديني في منطقتنا..ماذا عن فرص الحوار بين الجانبين لاحتواء هذه الأزمة... هل تعتقد ان المناخ السائد يشجّع على ذلك اليوم؟ الحوار في رأيي غير وارد ما لم تغيّر ايران طريقتها في التعاطي مع قضايا المنطقة... ايران جزء رئيسي من جغرافيا المنطقة... والتاريخ الايراني هو مكوّن رئيسي في المنطقة... المشكلة هي في السياسة الايرانية... اليوم هناك في اعتقادي مشروع ايراني للهيمنة على المنطقة... وبالتالي لا أتصوّر ان الحوار بين ايران ودول المنطقة سيكون ممكنا الا عندما تبدأ ايران في التعامل مع دول المنطقة بعيدا عن الاصطفافات الطائفية... هذا هو أساس الحوار ومنطقه الرئيسي مع ايران... وبالتالي أرى أنه من الممكن ان يلعب أطراف الجامعة العربية دور الوسيط في الموضوع وخاصة منها الدول التي لها علاقة طيبة مع ايران وعلى أية حال انا أعتقد اليوم أن الأزمة وصلت الى قمتها وأنها سوف تتراجع... وأن فرضية المواجهة تبقى بعيدة الاحتمال خاصة في هذه الظرفية بالذات... نحن نعرف اليوم ان النظام السوري يحتاج الى ايران.. ومصر منشغلة اليوم بالثورة وبتداعياتها لكن كل الدول العربية لا تحتمل ان يكون هناك نفوذ ايراني كبير في المنطقة.. وبالتالي لابدّ من تعاون في هذا الموضوع بين دول الجامعة العربية.. ولابدّ على الجامعة ان تتخذ موقفا جديا ومسؤولا في التعامل مع هذه الأزمة.الباحث الايراني أمير الموسوي ل «الشروق»: ما يجري مكيدة أمريكية للوقيعة بين طهران والرياضشرح الأستاذ أمير الموسوي، المحلل السياسي الايراني والمستشار في المركز الاستراتيجي الايراني في لقاء مع «الشروق» عبر الهاتف من طهران موقف بلاده من الاتهامات الموجهة إليها بشأن تخطيطها لمؤامرة اغتيال السفير السعودي في واشنطن معتبرا انها عارية عن الصحة.تونس «الشروق»:رأى الباحث الايراني أمير الموسوي ان الهدف من هذه الاتهامات محاولة إحداث وقيعة بين الرياض وطهران.ما هو ردّكم في إيران على الاتهامات الموجهة الى طهران بالوقوف وراء مؤامرة اغتيال السفير السعودي بواشنطن؟ في الحقيقة ان ما أعلن عنه، حسب الرؤية الأمريكية هو كذب وتلفيق وغير منطقي... فقد طالبت إيران في هذا الاطار الولايات المتحدة بتقديم مستنداتها ودلائلها، كما طالبت السعودية بتشكيل لجنة تقصّي حقائق والنظر في هذه المسألة بعيدا عن الاضطراب الاعلامي حتى لا تتضرر مصالح شعوب المنطقة لأن الهدف من هذه الأكاذيب إحداث وقيعة بين أكبر بلدين جارين في المنطقة.وهذه الوقيعة يمكن أن تحقق أهدافا كبيرة للكيان الصهيوني... ثم إن صفقة اطلاق سراح الاسرى التي شكلت انتصارا مدويا لحركة «حماس» أغاضت الامريكان وجعلتهم يقدمون على هذه المسرحية.ولكن كيف نفهم اعلان ايران استعدادها للنظر في هذه الاتهامات.. ماذا يعني ذلك تحديدا؟ إيران متهمة الآن... لا يمكن ان تتهم شخصا وتعاقبه بعد ذلك مباشرة المتهم يجب أن ينظر في الاتهامات وأن يردّ عليها... هناك الكثير من الملفات الملفقة في هذا الموضوع... أمريكا رفضت حتى مجيء مسؤولين ايرانيين للدفاع عن بلدهم... هذه عجرفة وقوانين الغاب... وهذه أعمال سخيفة فالسفير السعودي ما هو الخطر الذي يشكله على إيران حتى تحاول اغتياله... ثم كيف وصلت ال 100 ألف دولار من طهران الى واشنطن..؟هل أنك تشكك هنا حتى في التسجيل الذي يعترف فيه المتهم الايراني بضلوعه في عملية لقتل السفير السعودي في واشنطن..؟ هذا اسم مزوّر وهو أحد المجندين.. وهو مصنّف ضمن المعارضة الايرانية في الولايات المتحدة... وقد تم إلقاء القبض عليه عام 2001 بتهمة السرقة وقد حوكم وأودع السجن هناك لفترة طويلة... وقد تم اطلاق سراحه مؤخرا ضمن صفقة استخباراتية... والاتهامات المفبركة ضد إيران أولها... وكل هذه هي في الحقيقة قصة مفتعلة ومزوّرة وقد طلبت ايران كل الأشرطة لتعطي رأيها بشأنها..وعليه فإن ايران لن تسكت على هذه الكذبة وستواجهها بالأدلة الدامغة لأنها ترى ان هناك مؤامرة خطيرة تحاك اليوم ضدها على خلفية برنامجها النووي تحديدا... فأمريكا خسرت اليوم الكثير من حلفائها..لذلك هناك برودة في العلاقات الأمريكية السعودية بعد سقوط بن علي ومبارك وعدم تمكّن الولايات المتحدة من انقاذهما إضافة الى عدم استطاعتها الاحتفاظ بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح وعجزها الى حدّ الآن عن إسقاط النظام في سوريا مما جعل من ايران قوة صاعدة في المنطقة بعد فشل الولايات المتحدة في لجم قدراتها النووية والدفاعية المتنامية...وبهذه الأكذوبة الجديدة تسعى الولايات المتحدة الى إعادة الدفء الى علاقتها مع السعودية والعمل على خلق فتنة جديدة في المنطقة من خلال زيادة التوتّر بين إيران والمملكة حتى تسمح لها السعودية ببناء قواعد أخرى... ثم لا ننسى ان الولايات المتحدة تعمل جاهدة على إيجاد بديل للخروج من العراق.. وهي بذلك تحتاج الى السعودية لمساعدتها على هذا الأمر..ما هي في اعتقادك مآلات هذه الازمة... وما هي سيناريوهاتها المحتملة؟ أعتقد ان الأمور ستتجه أكثر نحو المفاوضات... وأن الأمريكيين سيحاولون مجددا جرّ ايران الى طاولة المفاوضات والتفاهم حول تقسيم الكعكة لأنهم يدركون ان الظروف الحالية التي يواجهونها في مناطق مختلفة لا تسمح لهم بالدخول في مواجهة غير محسوبة العواقب مع ايران... وبالتالي أتصوّر ان فرضية المواجهة ضعيفة جدا وأن المفاوضات أقرب... لكن ما أودّ التأكيد عليه هنا أنه على السعودية وإيران كجارين كبيرين مسلمين عدم الانجرار الى مثل النزهات والأكاذيب التي تريد إحداث الوقيعة بينهما والتي تصبّ في صالح الكيان الصهيوني والاستكبار العالمي... على الطرفين اليوم ان يتحليا بالحكمة والوعي وأن يتصدّيا لمثل هذه المؤامرات الدنيئة التي قد يكون لها ضرر بالغ على كل دول المنطقة وشعوبها وعدم الوقوع في الفخ الامريكي الذي يصطاد في الماء العكر ويسعى الى إدخال المنطقة في اضطرابات جديدة يكون فيها المستفيد الوحيد فيها مع حليفه الكيان الصهيوني..بين إيران والسعودية: حرب «باردة»... في محاور «ساخنة»هل ثمّة علاقة ما بين اندلاع ما يمكن أن يكون «حرباً باردة» بين السعودية وإيران على ضفاف الخليج، وبين الثورات الشعبية في الشرق الأوسط؟السؤال للوهلة الأولى، قد يبدو غريبا، وهذا أمر متوقع... فالصراع بين البلدين كان مستعراً أصلاً، منذ أن انتقلت إيران من كونها الحليف الأكبر للولايات المتحدة في منطقة الخليج إلى عدوها الأكبر بعد انتصار الثورة الإسلامية فيها عام 1979. ومنذ ذلك الحين، انغمست الرياض وطهران في حمأة مجابهات تراوَحت بين الحروب
ب«الواسطة»، كما حدث إبّان الحرب العراقية - الإيرانية (سبتمبر 1980- أوت 1988)، التي دعمت فيها السعودية بقوة الرئيس الراحل صدّام حسين، وبين «المجابهات الودِية» في عهديْ الرئيسيْن رفسنجاني ونجاد.بيْد أن العلاقات تدهْورت مع وصول الرئيس أحمدي نجاد إلى السلطة، بعد أن ارتدَت السلطة الإيرانية حُلّة أيديولوجية دِينية كاملة، فردت عليها السعودية بالمِثل. ..وهكذا، تبلورت حرب باردة حقيقية بين الطرفيْن على النمط الأمريكي - السوفييتي، تضمّنت العدة الكاملة لمثل هذه الحرب: الجواسيس ضد الجواسيس والحملات الإعلامية والصِّدامات بين القوى التابعة لهما (في لبنان والعراق وسوريا)، واتهامات سياسية متبادلة وحادة وتراقص على حافة صِدامات لا يستبْعِد البعض أن تصل حتى إلى المستوى العسكري.وعلى الصعيد الأيديولوجي، كانت الحرب الباردة لا تقِل حدّة وعنفاً... فقد لاحقت المخابرات السعودية «المبشّرين الشيعة» الإيرانيين في المغرب وأبلغت السلطات في الرباط عنهم، فأدّى هذا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية المغربية – الإيرانية... كما وصلت المجابهات إلى إندونيسيا، حيث يتسابق الطرفان السعودي والإيراني الآن على كسب قلوب وعقول المواطنين الإندونيسيين عبْر ضخّ عشرات ملايين الدولارات في المجتمع المدني الإندونيسي. بيْد أن نقطة الصِّدام التي دفعت الحرب الباردة إلى السطح، كانت الانتفاضة الشعبية في البحرين، إذ كان الحِراك الشعبي في تلك الجزيرة الصغيرة، بدأ مع غياب ملحوظ للشعارات الطائفية وتركيز على الإصلاحات الدستورية.. لكن، حين أوحت السلطات البحرينية أنها على وشك الرضوخ للعديد من مطالب المُنتفضين تدخّلت قوات درع الجزيرة، فتحوّلت الانتفاضة الشعبية بين ليلة وضحاها إلى «عِراك» إقليمي علَني وعنيف بين الرياض وطهران.وقبل البحرين، كانت السعودية ترى أصابع إيرانية واضحة في الثورة الشعبية اليمنية، خاصة في أوساط الحوثيين، فتحرّكت للإمساك بمفاصل الوضع هناك لمنع التمدّد الإيراني عبْر توثيق العلاقات المالية مع العديد من القبائل اليمنية ولعب دور الوسيط بين الرئيس علي عبدالله صالح والمعارضة.ثم هناك بالطبع لبنان، الذي تكتسي فيه المجابهة بين تياري 8 و14 آذار، طابع الصراع الصريح والمباشِر بين السعودية وإيران، منذ أن نجح حزب الله في إطاحة حكومة سعد الحريري، الموالية للرياض قبل أزيد من شهرين.ويبقى الانتظار لمعرفة كيفية تجلّي هذا التنافس السعودي - الإيراني في سوريا، التي تشهد هي الأخرى اضطربات شعبية خطيرة والتي قد تتحوّل بدورها إلى نقطة صِدام كبرى بين الطرفيْن، بسبب الدور المِحوري الذي تلعبه بلاد الشام في إستراتيجيات الشرق الأوسط.كل هذه المعطيات توضِّح أن السعودية وإيران كانت لديهما منذ ثلاثة عقود كل الأسباب والمبرّرات كي تنغمِسا في الحرب الباردة... بيْد أن السؤال هنا هو: لماذا قرّر الطرفان في هذه المرحلة بالذات تحويل الصِّراع الخفي بينهما إلى صراع علَني وأن يستخدِما كل أسلحة الحرب الباردة، الإعلامية والسياسية والاستخبارية دفعة واحدة؟ إذا كانت إيران والسعودية تريَان نفسيهما تردّان على تهديدات خارجية، إلا أن العديد من المحلِّلين والدبلوماسيين وأنصار الديمقراطية، يروْن مشهداً أكثر تعقيدا. فهُم يقولون إن تصعيد التوتُّرات الإقليمية له دافع آخر لدى الطرفيْن: الخوف من الديمقراطية.فقبل وقت طويل من اندلاع الاحتجاجات التي أطاحت برئيسيْن في العالم العربي، خاض النظام الإيراني معارك شوارع طاحنة ضدّ المتظاهرين والمحتجّين الإيرانيين، المطالبين بالحرية قبل نحو السنتيْن. و رغم أن السلطات الإيرانية إدّعت أن الثورات العربية هي نسخة عن ثورتها هي عام 1979، إلا أن أنصار الثورة الخضراء المعارضين نجحوا في الإلتحام مع الثورات العربية وقاموا بأكبر مظاهرات لهم منذ أكثر من سنة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.