انتهت الحملة الانتخابية بعد انقضاء ثلاثة أسابيع تسابق فيها الفرسان واشتد التنافس بينهم على 8 مقاعد في المجلس الوطني التأسيسي وكان منطلق الحملة بطيئا حتى خالها المواطنون محطة من جملة المحطات التي ألفوها في العهد السابق. الحملة الانتخابية طفت على الساحة في الأسبوعين الأخيرين وتحولت أنظار المتساكنين إلى هذا الحراك الذي شغل بالهم وكثر الحديث حوله وبدأت القائمات المترشحة في تعليق بياناتها وصورها في الفضاءات المخصصة لها واحدة تلو الأخرى وقد اختارت هذه القائمات في حملتها جملة من الاستراتيجيات فمنها من خير الاجتماعات الشعبية في الفضاءات المخصصة لذلك ومنهم من خير التحول داخل المناطق الريفية والحضارية في طوابير من السيارات أو في شكل مجموعات وأجرى حوارات مع الأهالي وتعمق في مشاغلهم وقدم عناصر قائمته واستعرض برنامجه الانتخابي ومنهم من تحرك على طريقته الخاصة ولم يتح للإعلاميين فرصة التعرف على أنشطته وطرق حملته الانتخابية وعلى أية حال فان دوام الحال من المحال وانتهى المطاف بالكل إلى يوم الصمت الانتخابي لكن في سيدي بوزيد و قبيل أن يسدل الستار على الحملة الانتخابية فان اغلب القائمات المترشحة لم تخلد إلى الراحة إلا في ساعة متأخرة من ليلة امس الأول بعد أن أفرغت كل ما لديها من مطويات وبيانات وصور وأكست بها الطريق الرئيسية وحولته إلى زربية اختلطت فيها الألوان ولكن نزول الغيث النافع حال دون بقاء هذه الأوراق ووضع حدا لهذه الحملة الانتخابية وللتذكير فان دائرة سيدي بوزيد قد ترشحت بها 65 قائمة انتخابية بين مستقلة وحزبية وائتلافية وأن الحملة الانتخابية قد انقضت في ظروف عادية خالية من التجاوزات الملفتة للانتباه ولم يقع فيها اللجوء إلى تطبيق القانون إلا في حالة وحيدة . وعلى الرغم من تواجد أو تقابل القائمات المترشحة في عدة أماكن أثناء الحملة الانتخابية حيث لم تسجل تجاوزات وإشكالات في ما بينها. وبخصوص التذمرات والتشكيات فقد تعلقت أساسا بعدم صرف المنح المخصصة في آجالها وهو ما اضطر العديد من رؤساء القائمات إلى تأخير انطلاق حملتهم الانتخابية وعدم تمكين بعضهم من التسجيل التلفزي . هذا وعن آخر المستجدات على مستوى نشاط الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات وأثناء زيارتنا لها يوم امس أفادنا السيد عبد الستار الخليفي الكاتب العام للهيئة أن أعضاء الهيئة قد تمكنوا صبيحة اليوم من توزيع كافة المعدات الانتخابية على مراكز الاقتراع واصفا تلك العملية بالمرهقة لكنها ممتعة في الآن نفسه نظرا لنقاوة وصفاوة أجوائها. اعتراض على عمل الهيئة الفرعية للانتخابات سيدي بوزيد (الشروق): شافية براهمي ومحمد صالح غانمي ومختار كحولي اعترض بعض رؤساء القوائم المترشحة بسيدي بوزيد على طريقة عمل الهيئة الفرعية للانتخابات بالجهة من خلال بعض «الأخطاء الخطيرة» الصادرة عنها واعتبروها تجاوزات قد تؤثر فعليا على نتائج الانتخابات بدائرة سيدي بوزيد وتتمثل هذه التجاوزات في تعيين رؤساء مكاتب اقتراع معروفين بانتمائهم للتجمع الدستوري الديمقراطي ، تعيين رؤساء مكاتب لهم علاقة قرابة أو صداقة أو علاقة عمل ببعض أعضاء الهيئة وتحديدا برئيس الهيئة .وأكد المعترضون في لقاء جمعهم بالشروق أن هذه العلاقات قد تؤثر فعليا على نتيجة الانتخابات باعتبار ترأس شقيق رئيس الهيئة الفرعية لقائمة انتخابية الذي وجد تسهيلات كبيرة من طرف الهيئة خلال فترة الحملة الانتخابية على حد زعمهم.إلى جانب قبول قائمات بعض رؤسائها وأعضائها ممن تحملوا مسؤوليات حزبية بالتجمع الدستوري الديمقراطي أو من مناشدي الرئيس المخلوع هذا إلى جانب إسناد نفس الرمز الانتخابي «رأس نسر» لقائمتين مختلفتين وهما القائمة المستقلة لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين (المؤتمر التاسع) وقائمة المبادرة وهو ما يتنافى والقانون المعمول به في العملية الانتخابية حيث يؤثر سلبا عن النتائج النهائية للقائمتين على حد السواء. وأضافوا انه تم تعيين رؤساء مكاتب اقتراع قبل ساعات من انتهاء الحملة الانتخابية رغم أنهم لم يخضعوا للدورة التكوينية . ولمعرفة موقف الهيئة من هذه الاتهامات الموجهة إليها اتصلنا بالسيد عبد الستار خليفي الكاتب العام للهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات بسيدي بوزيد حيث أكد أن جميع الاتهامات واهية هدفها أحداث البغضاء وعرقلة المسار الديمقراطي وأن الاحتجاجات غير مبررة في هذا الوقت بالذات و نفى وجود أي محاباة تجاه أية قائمة مترشحة وأضاف أن اليوم هو يوم صمت انتخابي ولا مجال للاعتراض وكان بالإمكان لأي حزب أو قائمة مستقلة أن تعترض في الآجال المحددة.