واصل ليبيون توافدهم لرؤية جثمان القذافي في مصراتة معبّرين عن فرحتهم و«شماتتهم» وذلك غداة الاعلان عن تحرير ليبيا وإعلانها دولة اسلامية. أحضر عشرات الآباء أطفالهم لرؤية جثامين القذافي وابنه ورئيس اركانه في متجر لتبريد الخضروات ولتخزين البصل.. شماتة وعلى الرغم من تزايد الرائحة النتنة القوية التي تملأ الهواء للحم المتعفّن الذي يمكن ملاحظته بوضوح فإن العديد من الاشخاص اصطفوا لرؤية الجثامين. وقال أحد هؤلاء الاشخاص معبّرا عن شماتته: «رأيناه عندما كان متغطرسا.. والآن نرغب في ان نراه وهو ذليل... وأحضرنا أطفالنا لرؤيته اليوم لأن هذه فرصة لمشاهدة التاريخ». وأضاف: «نريد ان نرى هذا الشخص المتغطرس كجثة هامدة... ليراه الناس جميعا». والى جانب الرغبة في جعل الجميع يرون الدليل على أن القذافي قد رحل فإن جزءا كبيرا من السبب وراء عرض جثمانه هو الخلاف بين المتنافسين الاقليميين في ليبيا بشأن ماذا سيفعلون بالجثة. ومصراتة التي بدأت تخرج منذ سنوات من الإهمال تحت حكم القذافي حريصة على أن تتباهى بالغنيمة الجوهرية لتمردها بعد أشهر من الحصار الدامي لكنها لا ترغب في دفن الجثة في أرضها. وطالب أقارب القذافي بدفن الجثمان في مسقط رأسه سرت كما طالب العقيد الليبي الراحل في وصيته لكن الحكومة المؤقتة قالت إنها ترغب في دفنه في موقع سري لمنع ان يصبح مزارا لأتباعه. انتصار تاريخي من جهة أخرى رحبت دول أوروبية والولايات المتحدة بإعلان تحرير ليبيا ووصفوا الحدث بأنه انتصار تاريخي ونهاية للدكتاتورية. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان ان تحرير ليبيا يعتبر حقبة جديدة واعدة وحثّ على عملية مصالحة وطنية مع انتقال البلاد في اتجاه الأمن والديمقراطية. وأضاف: «بعد اربعة عقود من الدكتاتورية الوحشية وثمانية أشهر من الصراع الدامي بات بإمكان الشعب الليبي الاحتفال بحريته وبداية حقبة جديدة واعدة». من جانبه وصف الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون اعلان السلطات الليبية الجديدة التحرير الكامل للبلاد بأنه منعطف تاريخي موكدا دعمه لها لتشكيل حكومة مؤقتة واجراء انتخابات.. ووصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بدوره الاعلان عن تحرير ليبيا بأنه «انتصار تاريخي» للشعب الليبي.