أعلن محمود شمام الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا عن وجود اتصالات غير مباشرة بين الثوار وممثلين عن السلطات في طرابلس، تركزت على امكانية بقاء القذافي في ليبيا مقابل التخلي عن السلطة. وتأتي تصريحات شمام في وقت قال فيه مسؤولون أمريكيون ان معمّر القذافي ينوي جدّيا مغادرة معاقله في العاصمة طرابلس الى مناطق آمنة خارجها هربا من غارات «الناتو». وأوضح المتحدث باسم المجلس الانتقالي في مقابلة أجرتها معه صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية ونشرت أمس أن الاتصالات بين الثوار والسلطة الليبية في طرابلس تجري عبر وسطاء أحيانا في جنوب افريقيا وأحيانا أخرى في باريس التي أرسل إليها القذافي ممثلا عنه للتفاوض مع مسؤولين في المجلس الانتقالي. العزلة أو الرحيل وقال شمّام: «إنّنا تطرقنا معهم (أي ممثلي القذافي) الى آليات مغادرة القذافي ونعتبر أن عليه القبول بالمغادرة أو العزلة في منطقة نائية في ليبيا... لا نرى ما يمنع انسحابه الى واحة ليبية تحت رقابة دولية...». وأكد أيضا أنّ امكانية مشاركة القذافي وعائلته في حكومة مستقبلية أمر مستبعد، لكن المعارضة مستعدّة للتفاوض مع أيّ تكنوقراطي أو أي مسؤول ليبي يداه ليست ملوّثة بالدماء بما يؤدي في النهاية الى حكومة مؤقتة مهمتها تنظيم انتخابات على حدّ قوله. ويبدو أن العرض الذي تحدث عنه محمود شمام ليس محلّ توافق داخل المجلس الانتقالي، فقد سبق لرئيس المجلس ذاته مصطفى عبد الجليل أن أكد منذ يومين تقريبا أن على القذافي مغادرة ليبيا كشرط مسبق لأي تفاوض سلمي. وفي سياق متصل نفى عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الانتقالي وجود أي اتصالات مباشرة أو غير مباشرة مع نظام القذافي. «هروب» من جهتها أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية نقلا عن مسؤولين في الأمن الوطني الأمريكي، بأن واشنطن حصلت على معلومات تشير الى أن العقيد الليبي لن يغادر ليبيا ولكنه ينوي مغادرة العاصمة طرابلس الى أماكن أخرى خارجها هربا من غارات حلف «الناتو» ويرى المسؤولون الأمريكيون أن هذا التحول وشيك وأن القذافي أعد لنفسه أماكن آمنة خارج العاصمة وقد ينتقل إليها. وبالتوازي مع هذه التطورات، أكد الأمين العام لحلف «الناتو» فوغ راسموسن أن الحلف سيواصل عملياته العسكرية في ليبيا حتى النهاية. وتأتي تأكيدات راسموسن ردّا على الدعوة التي أطلقتها ايطاليا لتعليق العمليات العسكرية، وهي الدعوة التي أثارت جدلا واسعا في صفوف دول الحلف، اضافة الى انقسامات في صلبه جراء الاعتراف بقتل مدنيين عزل. وعلى صعيد التطورات الميدانية تتواصل الاشتباكات بين قوات القذافي والثوار في معارك كرّ وفرّ في وقت كشفت فيه هيئة الاذاعة البريطانية عن وجود اتصالات بين الثوار في الشرق وشبكة معارضين للقذافي في العاصمة طرابلس.