كنا كتبنا في عدد الأمس عن قضية اختطاف سيارة بمدينة جمال وعلى متنها طفل عمره 5 سنوات وطفلة لا يتجاوز سنها العامين. ومتابعة لهذا الخبر اتصلنا بالمتضرر وهو السيد عمر محفوظ الذي روى لنا حقيقة ما حدث له ولطفليه إذ يقول: «ذهبت لقضاء بعض الشؤون في حدود التاسعة والنصف ليلا ورافقني ابني وابنتي وتوقفت امام بائع للغلال وكانت السيارة على مقربة مني بحوالي متر ونصف ومن الطبيعي ان أترك الطفلين بالسيارة لأن الأمر لا يتطلب الا بضع دقائق لا غير. ولما هممت بدفع ثمن مشترياتي فوجئت بشخص يفتح باب السيارة وينطلق بسرعة جنونية نحو وجهة مجهولة ولم أتفطن لأن العملية دبّرت منذ نزولي من السيارة وأن طرفها شخصان اثنان. وكان أمام الخاطفين الاثنين مسلكان للهروب فإما باتجاه زرمدين وإما باتجاه منزل كامل وأمام سرعة العملية بحثت عن وسيلة نقل لملاحقتهما ولم أجد أمامي سوى شاحنة لم يكن بمقدورها السير بسرعة ومن سوء حظي انني أخذت الاتجاه المعاكس أي صوب طريق زرمدين في حين اتضح في ما بعد ان الخاطفين سارا في طريق الوديان وفي اتجاه منزل كامل بناء على مكان العثور على الابنين». وأضاف السيد عمر محفوظ بأنه قضى وأفراد اسرته وقتا مرعبا للعثور على الابنين في حين فرّ الخاطفان بالسيارة.كيف تخلّصا من الطفلين؟الإبن الأكبر يدعى أحمد مازالت آثار العملية بادية على محياه قال: الخاطفان شخصان اثنان كانا يتخاصمان بعد اختطافنا وكانا يسيران بسرعة جنونية مما عرض شقيقتي الى الاصطدام بالبلور فأخذت تبكي ورغم محاولات اسكاتها لم تكف عن البكاء مما أجبرهما على التوقف وانزالنا فمشينا بعض الوقت واختفينا في حفير بالقرب من قارعة الطريق وعانقت أختي وبقينا نبكي خائفين من عودتهما ومن أشخاص آخرين قد يروننا».العثور عليهمابمجرد أن علمت السلط الأمنية التابعة لمنطقة الامن الوطني بجمال بخبر الاختطاف هبّ الأعوان يبحثون في كل اتجاه وقد أمكن لهم حسب ما أفادنا به رئيس منطقة الامن الوطني بجمال وأيضا والد الطفلين العثور عليهما بفضل الأضواء الكاشفة لسيارة الامن على بعد 4 كيلومتر من مدينة جمّال في اتجاه منزل كامل وارجاعهما الى والديهما في لحظة جدّ مؤثرة امتزجت فيها دموع الخوف بالفرح باللقاء.