يقول ابن عباس رضي اللّه عنهما: كان رسول اللّه ص أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن.. ولقد كان رسول اللّه ص أجود بالخير من الريح المرسلة. والريح المرسلة التي تهب معطاءة وكريمة ورخوا فكان المصطفى عليه الصلاة والسلام أجود الناس في رمضان. ما سئل سؤالا فقال: لا. لما أتى عليه الصلاة والسلام قال لأمته في أول رمضان ما قاله اللّه تبارك وتعالى: {كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزئ به} لأنه سر بينك وبين اللّه لا يطلع على صيامك إلا اللّه ولا يعلم أنك صائم إلا اللّه بإمكانك أن تأكل وراء الجدران وأن تشرب وراء الحيطان ولكن من الذي يعلم السر وأخفى إلا اللّه من الذي يعلم أنك أكلت أو شربت أو تمتعت؟ إلا اللّه.. هو رب الظلام ورب الضياء. فالصلاة تصلى بمجمع من الناس.. والزكاة تزكى بمجمع من الناس.. والحج يحج بمجمع من الناس.. أما الصيام فيا سبحان اللّه: قد تختفي في الظلام وتأكل وتشرب ويظن الناس أنك صائم.. ولكن اللّه يدري أنك لست بصائم.. هو سر بينك وبين اللّه. ثم انظر للتلطف في لفظ الحديث القدسي يوم يقول اللّه تعالى: «يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي يقول اللّه: ولخلوف فم الصائم أطيب عند اللّه من ريح المسك» حديث صحيح. يوم تهب رائحة الصوم.. ويتأذى منها الناس.. تنبعث شذا وعبيرا فتسبح عبر الأثير إلى الحي القيوم.. فتكون كالمسك الخالص. كل عمل ابن آدم له الحسنة بمثلها أو بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة إلا الصيام فلا يعلم ثوابه إلا اللّه. وخصص اللّه للصائمين بابا في الجنة بابا واسعا يدخل منه الصوام يوم القيام يناديهم اللّه بصوته إذا دخلوا: كلوا يامن لم يأكلوا واشربوا يامن لم يشربوا وتمتعوا يامن لم يتمتعوا وفي الحديث: «إن في الجنة بابا يسمى الريان يدخل منه الصائمون لا يدخل منه غيرهم فإذا دخلوا أغلق الباب فلا يدخل منه غيرهم». وقال: «من صام يوما في سبيل اللّه باعد اللّه وجهه عن النار سبعين خريفا».