استبق رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أمس نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية، قائلا إنّ عصر الاستقرار مع مصر انتهى والقادم سيكون سيئا فيما انقضى اليوم الأول من التصويت وسط ترجيحات باكتساح التيارات الاسلامية لصناديق الاقتراع مكرّرة بذلك السيناريو التونسي والمغربي. وشهد يوم أمس الاثنين اقبال كثيف من الناخبين المصريين على صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم في مجلس الشعب القادم. طوابير عديدة والانتخابات طويلة ووقفت طوابير كبيرة من المصوتين في مراكز الانتخاب انتظارا للقيام بدورهم السياسي وواجبهم الوطني في انتخابات «شفافة وحرة» الى حدّ اللحظة هي الأولى من نوعها في تاريخ مصر السياسي. وسيتم تنظيم الانتخابات البرلمانية على 3 مراحل تشمل كل منها 9 محافظات من محافظات مصر السبع والعشرين. وتمتد كل مرحلة يومين كاملين قبل المرور الى المرحلة الأخرى التي تتضمن محافظات عديدة ومغايرة للأولى. وكان المجلس العسكري للقوات المسلحة الممسك بزمام السلطة منذ اسقاط الرئيس السابق محمد حسني مبارك في فيفري المنصرم، قد أصدر مرسوما يقضي بتمديد فترة الاقتراع لتكون يومين بدلا من يوم واحد في كل مرحلة وتبعا لذلك فإنه من المقرّر أن تجري في الخامس من الشهر المقبل الدور الثاني للمرحلة الأولى. وتنظم المرحلة الثانية في 21 ديسمبر القادم، أما المرحلة الأخيرة فستبدأ في 3 جانفي المقبل لتنتهي الانتخابات التشريعية في 11 جانفي عقب انقضاء الدور الثاني لهذه المرحلة. «الاخوان» يتغولون وتشير معظم القراءات للمشهد الانتخابي المصري الى أنّ «الاخوان المسلمين» الممثلين في «حزب الحرية والعدالة» سيفوزون بمعظم المقاعد في البر لمان. كما تضيف أن «السلفيين» الممثلين في قوائم انتخابية عديدة قد يشكلون المفاجأة الانتخابية في ظل تمتعهم ب«قواعد شعبية كبيرة» في المحافظات المصرية. وتنافس «الاخوان» عدّة تيارات سياسية مختلفة من قبيل «كتلة الثورة مستمرة» التي تضم أحزابا اشتراكية ويسارية صغيرة و«الكتلة المصرية» الحاضنة السياسية للتيار الليبرالي التي تحتوي على أكثر من 15 حزبا سياسيا من العائلة «الليبرالية». صيحة فزع وعلى الرغم من تواصل عملية الادلاء بالأصوات وعدم توفر أية معطيات احصائية أولية عن القائمات المتفوقة مؤقتا، فإن الكيان الصهيوني أبى إلاّ أن يُدلي بدلوه في هذا الحراك السياسي المصري. فقد اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن «موجة الاسلام» بدأت تُغرق العالم العربي بعد عشرات السنين من الاستقرار معربا عن اندهاشه من وصف هذه المرحلة ب«الربيع العربي». وأضاف أن تل أبيب تواجه واقعا غير مستقر وهو ما ترى فيه اسرائيل تحدّيا كبيرا لها وشدّد على أن عصر الاستقرار مع مصر ولّى وانقضى تماما وأن القادم سيكون هو الأسوأ لاسرائيل خاصة إذا ما تحقق «الكابوس» الأكبر المتمثل في صعود الاخوان المسلمين الى السلطة عقب اكتساحهم الانتخابات البرلمانية. وأوضح أن الهدف الأساسي هو الحفاظ على السلام مع مصر وأن تل أبيب تعمل من أجل ذلك إلا أن مقوّمات هذا الهدف ستقوّض باعتلاء «الاخوان المسلمين» لسدة السلطة في القاهرة. ولم يحدّد نتنياهو أشكال وتجليات تقويض السلام مع القاهرة، إلاّ أن معظم المراقبين يرون أنّ مجاله يبدأ من إلغاء معاهدة «كامب ديفيد» ولا ينتهي عند تخوم الحرب