أكد المنصف المرزوقي المرشح لرئاسة الجمهورية في المرحلة القادمة ورئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية في افتتاح مؤتمر العدالة الانتقالية أنه يرفض قاطعا «العدالة الانتقامية» وأبرز حرصه على أن تشهد الفترة القادمة تكريسا للعدالة الانتقالية. وعبر المرزوقي عن ارتياحه لمجرى الثورة التونسية السلمي، مؤكدا على التزامه بوضع مقاربة تستمد أسسها من القيم الانسانية وتعمل على ارساء عدالة انتقالية بوصفها أسمى أنواع العدل. ومن جهته أفاد فؤاد المبزع رئيس الجمهورية المؤقت بأن النظام السابق خلف جراحا عميقة في جسد المجتمع التونسي «صعبة الحصر ومستحيلة التقييم» حسب تعبيره، مؤكدا على أن الافضل هو البحث في سبل تجاوز المرحلة الراهنة مع ما يتطلبه ذلك من حكمة وتبصر وصبر واستئناس بتجارب الآخرين. وحضر مؤتمر العدالة الانتقالية الذي افتتح أمس بمدينة العلوم بتونس تحت اشراف التأسيسيات حول العدالة الانتقالية التي تضم عددا من ممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، أكثر من 300 شخصية من تونس وخارجها. وشهد هذا المؤتمر مداخلات في الحصة الاولى لعدد من ممثلي المنظمات الدولية على غرار مداخلة ممثل المفوضية السامية لحقوق الانسان التي ركزت على أهمية الاستئناس بالاتفاقيات الدولية والاعلان العالمي لحقوق الانسان في تجربة تونس نحو ارساء عدالة انتقالية. ومن جانبها أكدت برندا هوليس مكلفة بان كيمون الأمين العام للأمم المتحدة في محكمة سيراليون، أن ضمان العدالة الانتقالية يتطلب ضمانا لاستقلالية القضاء أولا. ويدور مؤتمر «التأسيسيات الوطنية للعدالة الانتقالية بتونس» على مدار يومين، ينتظر ان تنتهي أمس مساء أشغال الورشات الستة التي تعنى بمعرفة الحقيقة وكشف الوقائع والافلات من العقاب والعدالة الجنائية الوطنية والدولية واعادة التأهيل وجبر الأضرار وحفظ الذاكرة والتصرف في الارشيف والاصلاحات المؤسساتية لإرساء دولة القانون وورشة الرشوة. وينتظر ان يحضر مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي، الجلسة الاختتامية اليوم لإلقاء كلمة بالمناسبة.