متساكنة تتساءل: «لماذا ندفع معلوم التطهير إذا كان هذا حالنا» تونس-الصباح : ما من شك أن أمطار يوم أول أمس على العاصمة وضواحيها لم تكن عادية من حيث غزارتها وقوتها وفي وقت وجيز تكون كفيلة باحداث السيول وبرك المياه وتعطيل حركة المرور وارباك حركة السير وإلى حدود ذلك قد تبدو الأمور عادية لكن ما وصلت إليه حالة العاصمة والاحياء المجاورة والشلل التام الذي أصاب الجميع من يسير على الأقدام ومن يمتطى السيارات والحافلات والمتروات ووجد نفسه محاطا بالمياه من كل جانب ومن احتمى في منزله فداهمته المياه من الخارج بفعل مياه الشارع التي لم تجد سبيلا إلا اقتحام البيوت ومن الداخل بفعل انسداد قنوات تصريف المياه...هذه الحالة التي بدت عليها الأحياء الراقية كما الاحياء الشعبية وأعادت إلى الأذهان صور فياضانات 2003 طرحت لدى الجميع ودون استثناء سؤالين اثنين فيهما تحميل للمسؤولية إلى أطراف أخرى إلى جانب مسؤولية العامل الطبيعي (قوة الأمطار) وهما أولا أين دور المسؤولين على التطهير وعلى تصريف مياه الامطار وتعهد وصيانة وتنظيف وتطوير وتحسين آداء هذه القنوات لا سيما وأن عديد التجارب السابقة كشفت الكثير من العيوب في هذه الشبكة وتحولها كلما نزلت الأمطار إلى نافورات لاخراج المياه عوضا على المساعدة على تصريفها والتخفيف من التجمعات المائية والبرك في الشوارع؟وثانيا ما ذا حملت للمواطن من جديد الاجراءات وقائمة التدخلات المنبثقة عن الاجتماعات والجلسات المنعقدة تحت عنوان "التحضيرات لموسم الأمطار!!!" أو "الاستعداد لموسم الأمطار!!!"؟ شهادة بعض المتساكنين وإن طرحت هذه الاسئلة وغيرها لدى جميع من تضرر من سيول الأمطار إلا أنها كانت أكثر إلحاحا لدى سكان بعض الأحياء التي تهددها مياه الأمطار في كل موسم شتاء. نهج زيد ابن بشر وبعض الأنهج المجاورة بحي الخضراء عينة من هذه الاحياء التي تعود متساكنوها على مشاهد مياه الأمطار تقتحم منازلهم وتعبث بأثاثهم، حيث تشير كل من الحاجة تركية وحبيبة وغزالة والطاوس أنه كلما نزلت الأمطار وإن بكميات غير كبيرة يمتلئ الشارع بالمياه التي تقتحم المنازل وتتعطل قنوات تصريف المياه في الشارع وداخل المنزل. وتضيف غزالة والطاوس أنه بسبب اقتحام الماء للمنازل في أكثر من مناسبة فإن أغلب متساكني الحي اضطروا في أكثر من مرة إلى تغيير وتجديد أثاث المنزل لا سيما الخشبي منه الذي يتعرض للاتلاف بعد أن تغمره المياه. من جهتها أشارت الحاجة تركية أن السبب الرئيسي في تعرض الحي المستمر إلى خطر المياه هو ضيق قنوات تصريف المياه وعدم تعهدها بالصيانة الكافية خلال فترة الصيف ..." وحتى إذا قدم أحيانا أعوان التطهير لتنظيف البالوعات أمام المنازل فلا يتم ذلك بالشكل المطلوب والكفيل بازالة كل الشوائب والأوساخ وبقاء تلك الأوساخ يحول دون تصريف مياه الأمطار لا سيما إذا كانت بكميات كبيرة " وتساءلت الحاجة تركية " لا أعرف لماذا ندفع معلوم التطهير إذا كان هذا حالنا كل موسم أمطار؟" عمر بدوره حمل جانبا كبيرا من مسؤولية تعرض الحي إلى خطر المياه إلى شبكة تصريف المياه وإلى ضيق قنوات التصريف وعدم كفايتها بحاجة الحي وتساءل بدوره لماذا لا يتم تغيير الأنابيب بأخرى أوسع ولماذا لا يبرمج ديوان التطهير تدخلات التنظيف والتعهد وصيانة شبكات تصريف مياه الأمطار في الوقت المناسب وبالكيفية المناسبة؟ وأضاف "لقد مللنا هذا الحال وحتى وسائل الحماية الذاتية التي نحاول بها التصدي للمياه كي لا تقتحم المنازل قد لا تنفع أحيانا في ظل ارتفاع منسوب المياه" وأشارت حبيبة أن قنوات تصريف المياه داخل منزلها وبسبب فياضانها يوم أول أمس ساهمت في اغراق المنزل بالماء بالإضافة إلى اغراقه "...بالخنافيس التي اقتحمت المنزل بأعداد كبيرة وزادت الطين بلة..." على حد تعبيرها...