استنادا الى شهادة أحد كبار الضباط السامين في الأمن الرئاسي (إ.ل.ز)، فإنّ الرئيس المخلوع بن علي تواجد في مكتبه بالقصر الرئاسي بقرطاج يوم الخميس 13 جانفي 2011 طوال ساعات اليوم على خلاف عادته. فقد كان حضوره يقتصر على الفترة الصباحية فقط. وقال الضابط أنه تلقى تعليمات بتجهيز اليخت الرئاسي «عليسة» و3 سيارات مصفّحة خلف المقر الخاص بسيدي الظريف تحضيرا لمخطط إجلاء العائلة الرئاسية برّا وبحرا الى خارج البلاد بعد ورود معلومات عن وشوك مهاجمة القصر الرئاسي من قبل عدد كبير من المتظاهرين القادمين من العاصمة. وأكد الضابط في شهادته أنه تلقى اتصالا هاتفيا من علي السرياطي يوم 14 جانفي يطلب منه الحضور الى مكتبه أين وجد ضابطا ساميا آخر (ع.ح) يطلب من السرياطي إعلام رئيس الجمهورية السابق «بأن الشعب أصبح يرفضه رفضا مطلقا وأنّ استقالته من الحكم أصبحت ضرورة مؤكدة للحفاظ على أمن البلاد وأن أعوان الأمن الرئاسي غير مستعدين لاطلاق الرصاص على المواطنين». واعترف الضابط (إ.ل.ز) بأنه شاهد الرئيس المخلوع في مطار العوينية العسكري قبل اقلاع الطائرة الرئاسية رفقة علي السرياطي فتقدم إليهما وأعلمهما بما أقدم عليه المقدم سمير الطرهوني رئيس فرقة مكافحة الارهاب في المطار وإلقائه القبض على مجموعة من أفراد عائلة الطرابلسي. وانفرد بن علي بزوجته في حالة ذهاب وإياب يتحادثان حول ما تشهده البلاد من تأزم وتصعيد. خوف من المصادمات وفي الأثناء شاهد حلول سيارة يقودها السائق الشخصي لزوجة الرئيس المخلوع الوكيل أول (ل.ن) برفقته بعض أفراد عائلة الطرابلسي وقد استمع الى ليلى الطرابلسي تقول «آش جيّبهم هاذوما». في هذه الأثناء قدمت وحدات من الجيش الوطني الى مدرج الطائرة واقتربت مسافة قصيرة من الطائرة وساد الخوف حينها من حصول مصادمات دامية بين وحدات الجيش الوطني وأعوان الأمن الرئاسي. واستفسرت حليمة ابنة بن علي عن أسباب اقتراب وحدات الجيش الوطني من الطائرة دون أن تظفر بجواب ولم تطل فترة الانتظار طويلا فسارع بن علي وزوجته وابنته وخطيبها مهدي بن قايد وابنه محمد زين العابدين الى امتطاء الطائرة. فيما بقي أفراد عائلة الطرابلسي في مطار العوينة العسكري ويبدو أن بن علي وزوجته رفضا صعود هؤلاء الى الطائرة ومرافقتهم الى مدينة جدّة السعودية حيث الترتيبات على قدم وساق لاستضافة العائلة الرئاسية بعد أن تمّ التحضير مسبقا للسفر خلافا لما ادّعاه بن علي من أنه لم يكن ينوي مغادرة البلاد وأنه كان ضحية مؤامرة حيكت ضدّه لاجباره على الهروب.