أكد سيف الإسلام القذافي في أول استجواب له منذ اعتقاله أن الولاياتالمتحدة سعت إلى تأليبه على أبيه العقيد الراحل معمر القذافي بعد أيام قليلة من اندلاع الانتفاضة الليبية مشيرا إلى أن واشنطن نكثت عهودها التي قطعتها لوالده فيما يخص تأمين سلامته. ذكر سيف الإسلام نجل معمر القذافي في أول استجواب غير رسمي له لا علاقة للحكومة الليبية الجديدة به أن شخصيات استخباراتية في الإدارة الأمريكية قامت بالاتصال به، وعرضت عليه التفاوض على إمكانية قيامه بانقلاب عسكري ضد حكم والده. إصلاحات عميقة والقطع مع سياسة القذافي وأوضح أن واشنطن أرادت منه الشروع فورًا في إجراء إصلاحات عميقة، وتحرير البلاد النفطية الثرية من الآليات السياسية التي كان والده يخنق عبرها الشعب الليبي. وأردف أنه تلقى هذا الاتصال في اليوم السادس لاندلاع ما أسماها الاضطرابات في مدينة بنغازي، علمًا أن الثورة الليبية قد بدأت يوم السابع عشر من فيفري الماضي. وبحسب صحيفة «دنيا الوطن» فإن القذافي الابن أكد للأمريكيين أن هذا الأمر مستحيل، لسببين جوهريين هما قوة النظام الأمني والاستخباراتي لوالده الذي لن يتردد في إنجاز أي أمر لصالح الحفاظ على حكمه، والسبب الآخر هو عدم قدرته على حكم البلاد كخلف لوالده في حياته، لأنه يعتقد أن غياب والده يعني الفوضى والدمار الشامل، وهو ما دفع الأمريكيين لوقف اتصالاتهم بالقذافي الابن. الغدر الأمريكي وبخصوص ما إذا كان قد أخبر والده باتصالات الأمريكيين، أكد سيف الإسلام القذافي هذا الأمر، لكنه لم ينقل ردة فعل والده تجاه المسألة. وقال: إن آخر اتصال جرى بينه وبين والده قبل مقتله بساعات، تضمن تأكيدات من والده بأنه تلقى تطمينات أمريكية خلال وجوده في مدينة سرت، تتيح له الانتقال بلا ملاحقة أو قصف إلى مدن جنوب ليبيا، لكنهم اغتالوه. وعن اختلاس أسرته للأموال الليبية العامة، وكنزها في حسابات خاصة داخل مصارف دولية، ذكر ذات المتحدث أن الأموال التي أودعت باسم أفراد أسرته من أحياء وأموات ليست أكثر من 24 مليار دولار، وأن ما يقال عن مئات المليارات ليس صحيحًا، وأنه كان يطلع أولاً بأول على حسابات أفراد العائلة. وادعى أن «البزنس الخاص» لأفراد أسرته مجتمعين ومنفردين لا يزيد عن ملياري دولار في مجالات وشراكات عدة داخل وخارج ليبيا.