المبزّع أكّد مرارا أنّ مهامه ستنتهي بعد موعد انتخابات المجلس التأسيسي مباشرة قائلاإنّه أدرك»عمرا يتطلب منه الراحة وسيظل على الدوام مهتما بالشأن السياسي». وقد أعرب المبزّع في خطابه أمام المجلس التأسيسي لدى عقده الجلسة الأولى في 22 نوفمبر الماضي عن ارتياحه لمشوار الثورة التونسية خاصة أنّ هذه «الانتخابات هي الأولى بعد سنوات حكم الحزب الواحد والأولى التي كانت شفافة وحرة وديمقراطية تشهدها تونس وأفضت إلى مجلس تأسيسي يمثل السلطة التشريعية في البلاد». أمانة وأكّد المبزّع أنه أوفى بالعهد الذي قطعه على نفسه بتسليم الأمانة إلى أيد أمينة وقال إن المولى شاء أن يتحمل المسؤولية بعد إسقاط النظام السابق وأنه اضطلع بها بحكم الواجب وصان الأمانة وقام بأدائها بصدق وإخلاص عبر نقل السلطة بصفة سلمية.» وقد تولى المبزّع رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة يوم 15 جانفي 2011 بمقتضى الفصل 57 من الدستور التونسي القديم بعد شغور منصب الرئيس على إثر مغادرة الرئيس السابق زين العابدين بن علي البلاد يوم 14 جانفي الماضي. ويؤكّد مراقبون أن المبزّع، الذي لم يظهر كثيرا على الساحة خلافا للوزير الأول في الحكومة المستقيلة، أحسن إدارة المرحلة الانتقالية حيث أصدر المرسوم المنظم للسلط المؤقتة في مارس الماضي وأعلن عن إجراء انتخابات المجلس التأسيسي وكان متابعا لجميع مراحل العملية الانتقالية من عمل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة إلى التحضير للانتخابات ومواكبتها والعمل على إنجاحها إلى انطلاق جلسات المجلس الوطني التأسيسي وإعلانه رسميا تسليم السلطة إلى الرئيس المؤقت المنتخب المنصف المرزوقي قبل أيام. ومن غير الواضح ما إذا كانت إشارة المبزّع إلى أنه سيبقى دائما مهتمّا بالشأن السياسي تعني أنه سيكون له دور في المستقبل لكن الواضح أنّ المبزّع سيبقى متابعا للساحة السياسية من بعيد بعد أن اطمان إلى أنّ مؤسسات الدولة الشرعية باتت قائمة وتسلّمتها شخصيات اختارها الشعب لتمثيلها. مسيرة طويلة وفؤاد المبزع من مواليد 13 جوان 1933، أتم تعليمه الثانوي في المدرسة الصادقية ثم درس القانون والاقتصاد في باريس وعمل كمدير للأمن الوطني بين 1965 و1967 وترأس بلدية تونس بين 1969 و1973. وعين في 30 نوفمبر 1973 وزيرا للشباب والرياضة، ثم كلف في 13 سبتمبر 1978 بوزارة الصحة وفي 7 نوفمبر 1979، كلف بحقيبتي الشؤون الثقافية والاتصال (الإعلام)، وبقي محافظا على الحقيبة الأولى إلى 2 جانفي 1981 والثانية إلى 3 ديسمبر 1980.
وعين المبزّع في27 أكتوبر 1987 مرة أخرى كوزير للشباب والرياضة في آخر حكومة لعهد بورقيبة وبقي في منصبه بعد حركة 7 نوفمبر 1987 التي قادها زين العابدين بن علي، واستمر فيه إلى 26 جويلية 1988 تاريخ تعويضه بالدكتورحمودة بن سلامة. وعمل الرئيس السابق كذلك بين 1981 و1986 كمندوب تونس لدى الأممالمتحدة، وكسفير في المغرب بين 1986 و1987،وترأس بلدية قرطاج بين 1995 و1998. انتخب المبزع سنوات 1964، 1974، 1979، 1994،1999، 2004 و2009 كعضو في مجلس النواب الذي تولى رئاسته أثناء المدة النيابية التاسعة خلفا لحبيب بولعراس وأعيد انتخابه طوال المدة النيابية العاشرة والحادية عشرة. وانتمى إلى الديوان السياسي للحزب الاشتراكي الدستوري بين 1974 و1981 وهو منذ 1997 عضو في الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي المنحلّ. وعلى المستوى الجمعياتي نشط المبزع في الاتحاد العام لطلبة تونس كما ترأس بين 1964 و1965 الجامعة التونسية لكرة القدم، وكذلك ترأس جمعية قدماء الصادقية، و ترأس أيضا الغرفة الفتية الاقتصادية التونسية سنة 1962 حيث كان ثاني رئيس وطني لهذه المنظمة العالمية التي تأسست في تونس سنة 1961.