بدا صابر الحسيني (31 سنة) بوجه شاحب متعب لسببين أساسيين أولا لأنه فقد زوجته وأم أبنائه شذى (7 سنوات) وإياد (4 سنوات) يوم 9 جانفي «بكرطوشة» لقنّاص يعرفه أهالي سيدي بوزيد فأضحى هوّ الأب والأم وثانيا لأنه تعرض الى حادث مرور منذ شهر انجرّ عنه أربعة كسور في الرقبة فصار عاطلا عن العمل لاسيما وهو يعمل سائق بمعمل أعلاف سيدي بوزيد. فتراكمت هموم صابر وتلاحقت الأحداث السيئة حتى صار لا يقوى حتى عن الكلام وكيف لا ومسؤولية تربية الأبناء جسيمة وهو ليس له عمل ويسكن على وجه الكراء بسيدي بوزيد. وعن زوجته الشهيدة قال: «لقد كانت ربّة منزل وتهتم بأطفالها حتى أنها لمّا فاجأتها رصاصة القنّاص كانت بصدد ادخال أبنائها الى المنزل خوفا عليهم من «الكرطوش» بمدينة الرقاب. وأضاف أنّ الرصاصة أصابتها في العمود الفقري (الجهة السفلى) وتم نقلها الى مستشفى سيدي بوزيد، لكن تمّ منعهم من مواصلة الطريق فعادت بها سيارة الاسعاف لتتجه نحو مدينة صفاقس، لكن المنيّة كانت أسرع. مطالب مطالب زوج الشهيدة تتلخص في مطالبة الهياكل المعنية لاسيما منها المحكمة العسكرية مزيد التعجيل في محاكمة قتلى شهداء الثورة حتى تنطفئ نار أهاليهم. وطالب أيضا بضرورة النظر في المشاكل الاجتماعية التي يعانيها أهاليهم كالبطالة والحرمان من أبسط أساسيات الحياة. وقال: «أبنائي حرموا من حنان أمهم ورعايتها لهما وهاهم اليوم يعانون من الفقر والحرمان لاسيما بعد أن صرت عاطلا عن العمل». وعن التعويضات قال : «لقد تم منحنا مبلغا قدره 20 ألف دينارا موزعة على والدها ووالدتها وأبنائها وزوجها وهو مبلغ بسيط مقارنة بحجم تضحية الشهداء بأرواحهم في سبيل حرية تونس وفي سبيل عودة المنفيّين من منافيهم ليحكموا البلاد ويحصلوا على كراس تضمن لهم رفاهية العيش طيلة حياتهم. وعاب صابر على الحكومة عدم الإهتمام بأهالي الشهداء في هذه الذكرى الأولى ولو بتكريمهم كما أنتقد طريقة معالجة ملفات الشهداء قائلا : «أهالي سيدي بوزيد يعرفون القناصة بالإسم والصورة بينما لم تتم محاكمتهم إلى غاية اليوم وقد مرت سنة كاملة عن جرائمهم.» تكريم معنوي ومادي حرصت جمعية المتقاعدين برئاسة السيدة نزيهة صفر المازني كمجتمع مدني على المساهمة في تكريم أهالي شهداء سيدي بوزيد وبالتعاون مع المكتب الجهوي بتونسالمدينة برئاسة محمد المسلّمي ورئيس المكتب الجهوي بسيدي بوزيد برئاسة مختار شعائبية وبحضور ممثّلي الجمعية من الكاف وأريانة وجندوبة وبن عروس وتونس الكبرى. وفي ختام حفل التكريم تم تقديم مساعدة مادية لزوج الشهيدة.