أكاد أكون على اقتناع بأن جولة اليوم ستذهب أيضا ببعض الرؤوس التدريبية طالما أن الرئيس لا يعاقب والمسؤولية تمسح دوما في قمصان الفنيين وكأن هؤلاء هبطوا من كوكب اخر أو جاءت بهم عواصف رملية أعمت بصائر من تعاملوا معهم. أقول هذا الكلام بعد أن صار الطلاق مباحا بعد الثورة وكأنه خبز يومي سواء للأندية الكبيرة أو الصغيرة وهو دليل آخر على أن احترافنا لم يبلغ درجة النضج طالما يقود أنديتنا هواة.. وهذه الحقيقة تجعل أكثر من مدرب يقف اليوم على حافة الميدان وعينه على سيارة الإسعاف خاصة أنه لا يعرف من أين ستأتيه «الضربة» من أبنائه أم من المنافس وأولهم خالد بن ساسي الذي تأرجح أكثر من اللزوم رغم أنه أخذ القطار وهو يسير وهو ما لا يقتنع به جمهور النجم في حالة حدوث أي مكروه جديد وبالتالي فإن مصير بن ساسي اليوم مرتبط بمدى قدرة فريقه على إنجاز ردة فعل قوية تطمئن الجميع على أن «نجمة الساحل» لا تسقط بهذه السهولة في وقت مازال جمهور النادي الصفاقسي ينتظر «إنجازات» أخرى من المدرب «ستامب» حتى يطمئن بالكامل على أنه رجل المرحلة والسؤال الكبير قبل قمة اليوم هل يقطع هذا المدرب حبل الشك أم يقتطع تذكرة العودة إلى بلاده؟ جولة اليوم تحمل لنا طعما جديدا ل«دربي» الإفريقي والملعب التونسي فأحلام الملعبيين عادة ما تتكسّر على صخور باب الجديد مهما كانت حالة الأفارقة لكن شبان «البقلاوة» هذا الموسم عازمون على تكسير هذه القاعدة غير الثابتة ويؤمنون أنهم قادرون على ذلك طالما لا يعترفون بهذه الخرافات ولا يؤمنون بغير عرقهم المسكوب فوق أرضية الملعب فيما سيجد الأفارقة أنفسهم مدعوفين بقناعة تحقيق الانتصار لمصالحة الأنصار في هذا الظرف بالذات الذي يتطلب جني أكثر ما يمكن من نقاط... والطريف في هذا «الدربي» أن لوفيغ كان مدربا ل«البقلاوة» والكوكي كان مدربا للإفريقي بما يجعل هذا وذاك في امتحان معنوي لكنه حقيقي. في بنزرت يرغب قرش الشمال في تمزيق أكثر ما يمكن من شباك الراغبين في صيده وآخرهم نادي حمام الأنف الذي يتحول اليوم إلى مدينة الجلاء يجر جرحا عميقا سببته له الجامعة بإقرار إعادة مباراته مع النادي الصفاقسي ولا ندري إن كانت عقول لاعبيه ستكون حاضرة مع أرجلهم أم أن القرار أخرجهم جملة وتفصيلا من اللقاء. الأولمبي الباجي يستقبل ترجي جرجيس المثقل بالأوجاع والمعتمد على «سياسة بورقيبة» في إعادة الأيام الزاهية فهل ينجح العكارة أم سيزداد عدد «النبّارة»؟ المدرب بوشي نجح إلى حد اللحظة في التنقل عبر «جمل الصفصاف» من مكان إلى اخر بنفس الرصانة والهدوء والتميّز ولا ندري إن كان قادرا على مزيد المسك بزمام الأمور وإسعاد الجمهور أم أن اتحاد المنستير سيكسب التحدي الكبير؟ النجم الخلادي يطارد أول نقطة منذ بداية الموسم ولا نراه سيئا إلى حد إطلاق صافرة الخطر... وقد تكون مباراة اليوم مع أمل حمام سوسة فرصة الأمل الأخير للدخول رسميا في معمعة البطولة وإلا فإن الأيام القادمة لا يعلم تفاصيلها إلا الله...