قام صباح أمس الرئيس المنصف المرزوقي بزيارة خاطفة لضريح الشهيد نبيل البركاتي حيث ينام بمقبرة «البراكتة» التي تبعد حوالي 3 كيلومترات عن مدينة قعفور. الزيارة وإن كانت فجئية بالنسبة الى أهالي مدينة قعفور خاصة أنها لم تستغرق من الزمن سوى نصف ساعة تقريبا بدءا من الثامنة والربع تقريبا إلا أن حلول موكب الرئيس المنصف المرزوقي بمقبرة «البراكتة» لقراءة الفاتحة على روح الشهيد نبيل البركاتي رفقة السيد حمة الهمامي الأمين العام لحزب العمال الشيوعي والسيد حطاب البركاتي عضو المجلس التأسيسي كان له الأثر الطيب في نفوس عائلة الشهيد وأصدقائه ورفاقه الذين لم يفوّتوا هذه الفرصة حيث حضروا بأعداد محترمة غصّت بها المقبرة. السيد حمّة الهمامي استهلّ الكلمة مشيرا الى أن الشهيد نبيل البركاتي يعتبر أحد مؤسسي حزب العمال الشيوعي سنة 1986 حيث كان آنذاك ناشطا سياسيا كبيرا لا تهدأ له حركة، يتنقل من مكان الى مكان للتعريف بمبادئ الحزب وأهدافه الى أن تمّ اعتقاله من قبل البوليس السياسي منتصف شهر أفريل من سنة 1987 لأنه كان مصدر قلق بالنسبة الى «الطاغية» حيث تمّ سجنه وبقي لذلك قرابة 13 يوما تحت طائلة التعذيب لأنه لم يدل بأي تصريح الى أن أخذته يد المنية من جرّاء شتى أنواع التعذيب التي لحقته من البوليس السياسي آنذاك وكان ذلك بين 7 و8 ماي من نفس السنة، كما أشاد أيضا بزيارة رئيس الجمهورية السيد المرزوقي. الرئيس المرزوقي أخذ هو الآخر الكلمة منوها بنضالات الشهيد البركاتي الذي يعتبره شهيد الحرية مؤكدا أنه كثيرا ما زار قبره سنوات 94 و95 و96 عند ذكرى وفاته مضيفا أن البوليس السياسي كان وقتئذ يعمل على منعنا بشتى الأنواع والطرق حيث كم من مرّة يعمد الى تثبيت مسامير بالطريق متعمّدا منع عبور السيارات المؤدية الى المقبرة.. ويضيف في مستهل حديثه بأن ذكرى الشهيد ستتواصل وسيتم إحياؤها بالمنطقة كل سنة تكريما لروحه النضالية، أما منظمة مناهضة التعذيب فأكد الرئيس المرزوقي أنها انبثقت من رحم ما عرفه شهيد الحرية من شتى أنواع التعذيب وتمّت المطالبة بتفعيلها إبّان الطاغية للحد من هذه الظاهرة لكن السياسة القمعية للهارب حالت دون ظهورها بالشكل المطلوب.