أكد أحمد بهاء الدين شعبان، وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكى المصرى، أن الأحداث الأخيرة التى شهدتها مصر هى محاولة من قبل المجلس العسكرى، الذى يقود الثورة المضادة للانقضاض على ثورة 25 جانفي باستخدام أساليب بالغة العنف والبشاعة في مواجهة المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير. وأضاف ان ما حصل هو «اعتداء غادر لا يمكن التنصل منه، وهو ما يمثل أكبر دليل على أن نظام مبارك لا يزال قائما ويسعى بيننا حتى وأن كان رأسه قيد الاعتقال فإن الأساليب التى كان يستخدمها حاضرة في مواجهة الثورة التى لا تزال قائمة ولديها طريق طويل لتحقيق الحرية المأمولة التى سعت إليها ودفعت في سبيلها آلاف الشهداء». وأوضح شعبان أنه لا يمكن حل هذه الأزمة إلا بوقف العدوان المكشوف من قبل قوات الشرطة العسكرية على المتظاهرين، وتقديم المتسببين في هذه المجزرة إلى محاكمة علنية سريعة «حتى لو كان من أصدر قرار الاعتداء على المتظاهرين في أعلى المناصب لأن يده ملوثة بدماء الشعب المصرى، وإعلان إنهاء وزارة الجنزورى التى اندلعت أحداث العنف الأخيرة بسبب رفضها، خاصة بعد أن أعطت سببا وجيها لإنهاء وجودها تمثل في كذب الجنزوري الذى أعلن أنه لن يتم التعامل مع المتظاهرين بالعنف اللفظي في حين قامت قوات الأمن بسحل المتظاهرات وأسقطت عشرة شهداء من الشباب وأصابت المئات بأبشع أساليب العنف، إضافة إلى عدم إنجازه أو تقديمه لأى جديد يذكر من أجل الخروج من الأزمة الحالية». وحول اقتراح فض الاعتصام من أجل تهدئة الأوضاع أوضح شعبان أن ذلك لا يمثل القضية الأساسية «لأن أسباب اعتصامات التحرير وما سيبرره ومحمد محمود ومجلس الوزراء لا تزال قائمة ولا يزال الشباب متأكدين من أن الثورة تسرق منهم عيانا بيانا بتصميم واع من المجلس العسكرى». وأشار شعبان إلى أن القوى السياسية خانت الثورة والتفتت إلى تقسيم مكاسبها دون اعتبار للشباب الذى لا يقاتل من أجل الحصول على كرسى البرلمان ولكن من أجل ثورة صنعها ليحقق العدالة الاجتماعية، معلنا أنه سوف يكون مع الشباب إن أعلنوا استمرارهم في الاعتصام أو قرروا إنهاءه لأنهم جديرون بهذه الثقة ومصرون على مواجهة الجيش، الذى يمتلك الأسلحة بأيديهم البيضاء لمنع أى محاولة للقضاء على ثورتهم. وعلى صعيد متصل تجددت الاشتباكات بشارع الشيخ ريحان المؤدى لوزارة الداخلية بين قوات الأمن المركزي والمتظاهرين بميدان التحرير بعد قيام قوات الأمن المركزي باختراق الأسلاك الشائكة الموضوعة بالشارع والوصول إلى بداية ميدان التحرير والقبض على ثلاث فتيات من بين المتظاهرين بعد انضمام مسيرة من طلبة وأساتذة جامعة عين شمس إلى الميدان. وقامت قوات الأمن المركزي بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء لتفريق المتظاهرين وذلك بعد قيام المتظاهرين باحتجاز ضابط تحريات عسكرية ومجندي امن مركزي خلال حالات الكر والفر بين قوات الجيش والأمن المركزي من ناحية والمتظاهرين من ناحية أخرى. وتجددت الاشتباكات بين المئات من المتظاهرين وقوات الجيش بشارع قصر العيني من اتجاه ميدان التحرير، وتزايدت أعداد المصابين، وأغلقت قوات الجيش كل الشوارع المؤدية للميدان لمنع عبور المارين والسيارات. وفي الأثناء قام عدد من طلبة كلية الطب بنصب عيادة ميدانية جديدة على الرصيف المقابل لمسجد عمر مكرم وزاد تواجد عربات الإسعاف وذلك للزيادة المستمرة في حالات الإصابة الناتجة عن الاشتباكات الجارية بين المتظاهرين وقوات الجيش.