تجددت الاشتباكات فجر أمس بين قوات الأمن المصري ومتظاهرين في ميدان التحرير والشوارع المحيطة به أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص حسب مصادر رسمية. وكانت قوات الأمن وجنود قد أطلقوا النار واستخدموا الغاز المسيل للدموع والهراوات في محاولة لإخلاء الميدان من المتظاهرين ثم عاد الهدوء إلى الميدان. وذكرت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» أن هذه الاشتباكات حصلت عند تقاطع شارعي الشيخ ريحان والقصر العيني بعد أن تمكن عدد من المتظاهرين من هدم جزء من «جدار إسمنتي» أقامه الجيش لمنع الوصول إلى مبنى مجلس الشعب. وقد شهد ميدان التحرير أول أمس إشتباكات عنيفة بعد أن نجح مئات الشبان في العودة إلى الاعتصام مستغلين بقاء الجيش على عتبات الميدان وأكد اللواء عادل عمارة عضو المجلس العسكري في حديث لوسائل الإعلام أن الأحداث التي تعرفها مصر «تهدف إلى هدم الدولة والايقاع بين الشعب والجيش» نافيا أن تكون قوات الأمن قد أفرطت في إستعمال القوة. هذا وقد أكد المجلس العسكري المصري في بيان له أن «جهات معروفة لديه شاركت في تأجيج الخلاف بهدف زعزعة إستقرار مصر. وفي السياق ذاته قالت مصادر طبية أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 13 منذ بداية الاشتبكات يوم الجمعة الماضي كما أصيب ما يقارب ال 800 جريح إضافة إلى إعتقال العشرات وأكد المستشفى الميداني بالتحرير مقتل طالب بكلية الهندسة متأثرا بإصابته برصاصة إخترقت «جانبيه» كما ترددت أنباء عن مقتل شاب آخر في العشرينات من العمر وإصابة طفل يبلغ من العمر 12 سنة برصاصة في صدره تم نقله إلي مستشفى قصر العيني. ما يحدث في مصر أثار ردود فعل دولية أدانت إفراط الجيش في إستعمال القوة ضد المتظاهرين حيث قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحددة أن قوات الأمن المصرية أفرطت في إستخدام القوة ضد المظاهرات مما زاد الانقسام بين المصريين بشأن دور الجيش وألقى بظلاله على أول إنتخابات حرة تشهدها البلاد منذ عقود. أما وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون فقد قالت إن «العنف ضد النساء خلال المظاهرات في مصر لا يليق بالثورة ويشكل وصمة عار على الدولة». وأكدت أن النساء مستهدفات بشكل خاص من قبل قوات الأمن والمتطرفين. هذا وتتعرض السلطة المصرية لضغوط دولية لوضع حد للمواجهة بين الجيش والمتظاهرين واعترف الجيش بأن قواته ضربت ناشطة منقبة وجرتها على الطريق وكشفت عن صدرها وبطنها وتناقلت وسائل الإعلام العالمية والمواقع الإلكترونية الصورة مما أدى إلى سخط عالمي.