رسمت مجلة أمريكية في تقرير لها نشر أمس صورة قاتمة للعام القادم وتوقعت في هذا الصدد أن تندلع حروب أو صراعات في مناطق متفرقة بجميع أنحاء العالم لكنها رجّحت أن تكون أغلبية هذه الحروب إسلامية. قالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية في تقرير لها أعدته بالتعاون مع مجموعة الأزمات الدولية إن سوريا هي أولى تلك المناطق التي قد تندلع فيها الحرب، حيث يتوقع الكثيرون سقوط نظام الأسد وتحسن الأوضاع بعد ذلك هناك. وأضافت المجلة: «تلك التوقعات مغلوطة، وذلك يرجع لأن هناك عملية استقطاب طائفي خاصة داخل الطائفة العلوية والذين يعملون بمبدإ «اقتل والا ستقتل»، بينما على الجانب الآخر توجد رهانات استراتيجية والتي زادت من حدة التنافس بين اللاعبين الدوليين على الساحة السورية والذين يرون الأزمة السورية على أنها فرصة تاريخية لاحداث تغيير في ميزان القوة في المنطقة، وأن هذا التنافس يمثل خطرا حقيقيا على امكانية نجاح الانتقال في سوريا». وأضافت المجلة: «من المتوقع كذلك أن تندلع الحرب بين ايران واسرائيل، وذلك على الرغم من نجاح ايران واسرائيل في العبور بسلام من الأزمة السورية، الا أن القضية النووية الايرانية قد تطيح بهذا السلام، خصوصا بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير الذي سلط الضوء على عدم التعاون الايرانى مع الوكالة، بالاضافة للانتخابات الأمريكية القادمة والتي ستقحم الدعم لاسرائيل على الأجندة الأمريكية أكثر من أي وقت سابق، مما سيوجد بيئة مناسبة لاسرائيل لاتخاذ اجراء يمكن أن يتسبب في عواقب كارثية غير متوقعة». ويرى المراقبون أن احتمالات وقوع حرب بين تل أبيب وطهران مستبعدة بسبب تلاقي المصالح المشتركة للجانبين وذلك على الرغم من التصريحات العدائية التي تصدر بينهما على فترات. وأشار التقرير الى استمرار أفغانستان في تواجدها على مسرح الأحداث، وذلك بسبب الفشل في ايجاد استقرار بهذا البلد الذي تعصف به الحروب، وذلك على الرغم من مرور عقد كامل من الاستعدادات الأمنية والتنموية والانسانية لأفغانستان، كما أن قيادة حركة «طالبان» في مدينة «كويتا» ترى أن مسألة النصر والحصول على السلطة بدت قريبة المنال وأن عليهم أن ينتظروا حتى يحين وقتهم باتمام انسحاب القوات الأمريكية المخطط له في عام 2014، مما قد يتسبب في اندلاع حرب أخرى هناك. وفي ما يخص الوضع في باكستان، تحدثت المجلة عن سبب تدهور العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان بسبب الأحداث الأخيرة وأن الانتقال من الديكتاتورية الى الديمقراطية في هذا البلد لم يتبلور بعد بشكل صحيح بسبب تحكم الجيش المستمر في السياسات الخارجية والأمنية ذات الأهمية وأن بعض القوى تتسبب في زعزعة الاستقرار في البلاد مما قد يجعل باكستان تسقط في صراع داخلى يصعب عليها تفاديه. ويخصوص اليمن قال التقرير «صنعاء تقف في منتصف الطريق بين منزلق العنف والأمل الضعيف في طريقها نحو الانتقال السلمى للسلطة خصوصا مع وجود مجموعات مسلحة تتنازع على السلطة منها عائلة الرئيس اليمنى على عبد الله صالح الجنرال والمنشق والأخ غير الشقيق لصالح على محسن الأحمر، بالاضافة للتحدى الأكبر حيث أن نشطاء جنوب اليمن قد يطالبون باستقلال فوري عن البلاد من جانب آخر، بينما يمكن أن يطالب الحوثيون في شمال اليمن بحقوق أكبر لمجتمعهم والحصول على الحكم الذاتي». وتطرقت المجلة الى منطقة آسيا الوسطى معتبرة انه قد تندلع بها الحروب وذلك بسبب انهيار البنية التحتية تماما لدول هذه المنطقة، بالاضافة الى تآكل النظام السياسى بسبب الفساد والتحديات الأخرى التي تواجه دولا مثل طاجاكستان التي تواجه خطر حركات التمرد داخليا وخارجيا، كما أن قرغيزستان ليست بعيدة عن هذا، حيث أن المذابح العرقية في الجنوب التي وقعت في عام 2010 يمكن أن تندلع مرة أخرى بما يعرض البلاد لكارثة عبر جولة أخرى من العنف الطائفي. وألمحت المجلة الى احتمال تفجر حرب بين كينيا والصومال، وذلك بسبب الحملات العسكرية الأخيرة في الصومال ضد حركة شباب المجاهدين وذكرت أن طول بقاء القوات الكينية في جنوب الصومال أصبح غير مرحب به من الشعب الصومالى، وذلك وسط وجود تمييز اثني صومالي ملحوظ، بالاضافة الى النسبة السكانية الكبيرة للمسلمين في كينيا، والذين ينتقدون بشدة الحملات العسكرية الكينية في الصومال، مما يثير مخاوف حول وجود احتمال حدوث هجمات عرقية ضد الاثنيات الصومالية في كينيا، خصوصا قبل الانتخابات العامة هذا العام، حيث نشبت أحداث عنف عرقية في أعقاب انتخابات عام 2007.