«أنقذوا فلذة كبدي فأنا ظروفي صعبة ولا أستطيع توفير تكاليف العلاج. أناشد أهل الخير والقلوب الرحيمة أن يمدوا يد العون والمساعدة لعلاج ابني علي والله لا يضيع أجر المحسنين». هكذا أقبلت علينا أم علي.. يملأها الأسى والحزن على فلذة كبدها. جاءتنا مثقلة بهمومها وأحزانها التي تلاحقها بمرض ولدها الصغير علي ابن ال 5 سنوات تقول والدموع تختلط بعبارات متقطعة: «والله لا أستطيع مساعدته فلا أملك ولا يملك والده المال للعلاج وابني مهدد بالشلل بسبب تعرضه لحروق بليغة بداية شهر رمضان الفارط حينما تعثر بإناء مملوء ماء ساخنا داخل المنزل وقمنا ساعتها بنقله الى المستشفى المحلي بالرقاب اين قبع هناك لمدة 22 يوما لنعود به الى المنزل بعد ان اعلمنا طبيب المستشفى ان حالته بخير وواصلنا اثر ذلك نقله دوريا الى المستشفى لمواصلة علاجه ومراقبته لكن وبعد تلك الحادثة بحوالي 40 يوما وبعد ان خلنا انه شفي تماما ظهرت على كامل جسده علامات غريبة وحبيبات جعلت صغيري يلجأ الى حكها بأظافره الى درجة مفرطة هنا قمنا بنقله مجددا الى المستشفى المحلي بالرقاب ومنه الى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد لكن دون جدوى. تتنهد الوالدة هنية وهي تسرد تلك الاحداث لتضيف قائلة بأنها وزوجها العاطل عن العمل قاما وفي سبيل انقاذ صغيرهما باقتراض بعض الاموال لنقل علي الى احد الاطباء المختصين بصفاقس وبعد فحصه مكنهم من بعض الادوية التي بدورها لم تجد نفعا بل زادت في تعكير حالته الصحية لتعود بصغيرها مجددا الى المستشفى المحلي بالرقاب اين سلموها وثيقة لاحالته الى مركز الحروق البليغة ببن عروس وهنا تصمت الوالدة هنية وتنهمر حبات من الدمع على خديها لتواصل حديثها مبينة مدى عجزها عن توفير ما اشترطوه عليها بمركز بن عروس من ضرورة شراء لباس خاص لابنها يقدر ب 300 دينار وحصص شهرية بالليزر على امتداد 8 اشهر ، كل واحدة منهم تقدر ب 400 دينار وذلك حتى يتمكنوا من تجنب اصابة علي باعاقة مستدامة . الحالة التي أصبح عليها «علي» الآن يرثى لها، وعلاجه بمركز الحروق ببن عروس ضروري وحتمي حتى تعود إليه طفولته التي قد تسلب منه، غير أن والده عاجز عن ذلك نظرا لظروفه المعيشية الصعبة والتي بسببها انقطع بقية أبنائه عن الدراسة.