فتحت المعارضة المسلحة بشقيها الداخلي والخارجي أمس الباب واسعا أمام التدخل العسكري في سوريا بعد أن وقعت اتفاقا يقضي بقبول التدخل العسكري العربي وذلك تزامنا مع تهديد برهان غليون رئيس المجلس السوري المعارض ب«الاستنجاد» بمجلس الأمن في حال أفشل النظام السوري مهمة المراقبين . وأعلنت هيئة التنسيق الوطنية السورية لقوى التغيير الديمقراطي في بيان أمس أنها توصلت إلى اتفاق مع المجلس السوري المعارض يحدد القواعد السياسية ل«ما سمته» النضال الديمقراطي والمرحلة الانتقالية . اتفاق لدى الجامعة العربية وأضافت أن الاتفاق سيودع كوثيقة رسمية لدى الجامعة العربية غدا أي اليوم الأحد بحضور الأمين العام للجامعة نبيل العربي في القاهرة . وينص الاتفاق على رفض أي تدخل عسكري يمس سيادة واستقلال البلاد إلا أنه يستدرك بالإشارة إلى أن التدخل العربي لا يعد أجنبيا . ويؤكد أيضا على ضرورة حماية المدنيين بكل الوسائل المشروعة في إطار القانون الدولي لحقوق الإنسان داعيا إلى أن تبدأ المرحلة الانتقالية بسقوط النظام بكافة أركانه ورموزه وتنتهي بإقرار دستور جديد للبلاد . ووقّع من جانب الهيئة المعارض هيثم مناع . والملاحظ في هذا الاتفاق أنه لا يعتبر التدخل العسكري العربي تدخلا أجنبيا وأنه لا يشير لا من قريب ولا من بعيد إلى إسرائيل وإلى الجولان المحتل منذ أزيد من ثلاثين سنة . وبالتزامن مع إعلان التوقيع على الاتفاق, هدد المجلس السوري المعارض بنقل الملف السوري إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في حال فشل النظام في الوفاء بتعهداته في إطار خطة العمل التي وقعها مع جامعة الدول العربية . وقال برهان غليون : إنه في حال فشل النظام في الاستجابة لمطالب الجامعة العربية فإنه لا مفر من دعوة مجلس الأمن إلى أن يتبنى خطة العمل العربية ويسهر على تطبيقها بوسائله الخاصة حسب زعمه . وأضاف : أعتقد أننا سائرون نحو مجلس الأمن لأن النظام كما رأيتم لا يزال يستخدم القناصة ولا يزال يستخدم الشبيحة ولا يزال يمنع الشعب من التظاهر في الساحات العامة. تلويح ب«التدويل» بدورها , قالت عضو المجلس الوطني السوري بسمة قضماني أمس إن المعارضة السورية ربما تطلب التدخل الدولي إذا لم يوقف النظام قتل المدنيين، مضيفة أنه «يجب على جهة ما أن تتدخل لاتخاذ الخطوات اللازمة لحماية المدنيين»، وأن «مجلس الأمن هو الجهة الوحيدة التي تملك الوسائل الضرورية لإجبار نظام ما على تنفيذ شيء». وفق تعبيرها . وذهبت إلى القول -في مقابلة مع وكالة رويترز- إن المزيد من السوريين ربما يختارون استخدام القوة ضد نظام الرئيس بشار الأسد إذا فشل المراقبون العرب في تسليط الضوء على ما وصفته ب«القتل الجماعي» للمحتجين. البعثة العربية تواصل مهمتها ميدانيا , ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن فريق من بعثة مراقبي الجامعة العربية زار أمس المشفى الوطني والمدينة الرياضية وقصر العدل في درعا . كما زارت ثلاثة فرق من البعثة العربية المتمركزة في مدينة «حمص» , حي باب السباع والمشفى الوطني ودير بعلبة وبابا عمرو والسلطانية والزهرة والتقت عدة مواطنين . في ذات السياق , طالب مراقبو جامعة الدول العربية النظام السوري بإبعاد القناصة «فورا» من على أسطح البنايات. وقال مصدر مقرب من البعثة لوكالة الأنباء الألمانية امس إن «المراقبين رأوا القناصة بأعينهم في دوما» في إشارة إلى المدينة التي تموج بالاضطرابات في ضواحي العاصمة السورية دمشق.