شيئا فشيئا , يتجه المشهد السياسي الدولي حول سوريا إلى اعتماد الخيار العسكري ضد دمشق ففي ذات الوقت الذي تجهز فيه القوى الكبرى تركيا كنقطة انطلاق لعملياتها ضد سوريا يبدو أن موسكو اختارت الانحياز العسكري والسياسي لنظام الاسد . ففي أقل من 24 ساعة تقاطعت تصريحات كبار المسؤولين الروس على أن الغرب يطبخ لسوريا حصارا سياسيا وضربة عسكرية في ان واحد . الحرب قريبة جدا فقد توقع رئيس مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باترشوف الليلة قبل الماضية تدخلا عسكريا غربيا قريبا في سوريا على خلفية تعثر مهمة المراقبين العرب. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «انترفاكس» عن باترشوف قوله : لقد تلقينا معلومات تفيد بأن حلف شمال الأطلسي ودولا غربية خليجية معينة تسلك نفس الطريقة المعتمدة مع الملف الليبي وتخطط لتحويل التدخل الحالي في سوريا – وهنا يعني التدخل السياسي والإعلامي - إلى اجتياح عسكري مباشر . وأوضح المسؤول الروسي أن الأسلحة والذخائر التي يستخدمها الحلف في الهجوم على سوريا لن تأتي هذه المرة من فرنسا وإيطاليا كما جرى في العدوان على ليبيا وإنما ستصل من تركيا . ومباشرة عقب هذا التصريح السياسي الخطير , أكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن التعديلات الغربية المقترحة على مسودة القرار الروسي حول الأوضاع في سوريا تهدف للإطاحة بنظام بشار الأسد داعيا في ذات الوقت بعثة المراقبين العرب إلى مواصلة مهامها التي اعتبرها عامل دعم على إيجاد حل سياسي للأزمة . وأضاف أن التعديلات الغربية تريد إفراغ المقترح الروسي من مضمونه مشيرا إلى أن الموقف الغربي من الملف السوري يختلف جذريا عن الموقف الروسي . وجدد تأكيده على أن موسكو تدعو كافة الأطراف إلى إنهاء العنف وبدء عملية سياسية من دون تدخل خارجي ومن دون حل القضايا السورية الداخلية بالقوة . وأفاد أن الموقف الغربي يركز على تحميل دمشق مسؤولية الدماء المراقة في البلاد ويغض النظر عن الأعمال الشنيعة التي ترتكبها المعارضة المسلحة . تنسيق وبالتوازي مع الحراك الدولي, أعلن ما يسمى بالمجلس السوري المعارض في بيان نشر أمس اتفاقه مع «الجيش السوري الحر» على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما بما يحقق خدمة أمثل «للثورة السورية» وفق تسميته . ومن هذه الإجراءات التنسيقية التي أوردها البيان إنشاء مكتب ارتباط للمجلس السوري لدى «الجيش السوري» بهدف التواصل المباشر وإقامة حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين الذين يؤيدون «الثورة» والتعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الإعلامية . وأضاف أن وفدا من المجلس السوري المعارض برئاسة برهان غليون التقى قيادة ما يسمى ب«الجيش السوري الحر» مساء أول أمس يهدف رفع وتيرة التنسيق وتفعيل آليات التواصل بين الطرفين . وأوضح أن الطرفين وافقا على وضع خطة مفصلة تتناول إعادة تنظيم وحدات «الجيش الحر» واعتماد خطة لاستيعاب الضباط والجنود وخاصة كبار العسكريين الذين يرغبون في الانحياز إلى «الثورة» حسب نص البيان ومضمونه أيضا. 60 طنا من السلاح وفي الطرف المقابل لهذا التنسيق العسكري صلب المعارضة السورية المسلحة , تشير البوادر السياسية والأمينة أن موسكو وضعت كامل بيضها في سلة بقاء نظام الأسد . حيث أوردت صحيفة «حرييت» التركية أن سفينة «تشاريوت» الروسية التي احتجزتها السلطات القبرصية في وقت لاحق من مساء أول أمس لأنها تحمل شحنة أسلحة خطيرة وصلت إلى ميناء طرطوس السوري خلال الليلة قبل الماضية . وأفادت أن السفينة محملة ب 60 طنا من الذخيرة الحية ومن الأسلحة المتطورة . وبهذه الخطوة توجه موسكو للغرب صفعة قوية من خلال رفضها الكامل المشاركة في الحصار المفروض على سوريا والذي يحول دون إمدادها بالسلاح.