استبق المجلس السوري المعارض أمس وصول المراقبين العرب الى دمشق مطالبا مجلس الأمن الدولي بتدخل عاجل ل«قطع يد النظام» فيما دعت موسكو، واشنطن الى الضغط على المعارضة السورية للوصول الى حل توافقي للأزمة في سوريا. طالب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون أمس جامعة الدول العربية بتحويل الملف السوري الى مجلس الأمن مشيرا الى أن المبادرة العربية وحدها لم تعد كافية لقطع يد النظام. تدخل عاجل وحث غليون المجتمع الدولي على التدخل العاجل لوقف ما سماه بالقمع الوحشي والاجرامي في حق الشعب السوري مطالبا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بتحويل الملف السوري الى مجلس الأمن وإيقاف ما وصفها «المهزلة». وانتقد موقف الجامعة بارسال مراقبين الى سوريا في ذات الوقت الذي لم يلتزم به النظام بسحب آلياته العسكرية من المدن، بل زاد من حجمها وعددها وفق قوله. كما دعا المجلس السوري الى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث ما وصفها بمجازر النظام في جبل الزاوية وإدلب وحمص على نحو خاص وإصدار إدانة دولية لذلك مطالبا باعلان المدن والبلدان التي تتعرض ل«هجمات وحشية»، مناطق آمنه تتمتع بالحماية الدولية وإرغام قوات النظام على الانسحاب منها، حسب وصفه وتعبيره. ونشاد المجلس الوزاري العربي عقد جلسة عاجلة لادانة «مجاز النظام الدموية واتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية المدنيين السوريين بالتعاون مع الأممالمتحدة»، دائما وفق نص البيان الصادر عن المجلس. وتأتي هذه الدعوات الى التدخل الدولي في سوريا قبل 24 ساعة فقط من وصول الوفد الأول من بعثة المراقبين العرب الى دمشق. الوفد العربي بدمشق حيث قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن مجموعة صغيرة تمثل طليعة فريق المراقبين ستصل اليوم الخميس الى دمشق للتحضير للمهمة ومن المقرّر وصول بقية أفراد فريق المراقبين الذي يتألف من 150 فردا بنهاية الشهر الجاري. وأضاف: «أنه بغضون أسبوع من بداية العملية سنعرف ما إذا كانت سوريا ممتثلة للاتفاق مع الجامعة العربية لا نحتاج الى شهر». وأشار الى أن الدول الخليجية وافقت على ارسال 60 مراقبا ليصبح العدد الجملي نحو 150 حتى الآن متابعا ان المراقبين يتوقعون أن تتاح لهم حرية التحرك والاتصال بما في ذلك دخول السجون والمستشفيات في أنحاء البلاد. وأكد أن العقوبات ستبقى سارية المفعول الى أن يقدم المراقبون تقييمهم في تقارير يومية وأسبوعية سيتم اطلاع دمشق عليها ولكنها لن تفحصها مشيرا الى أن هذه الاجراءات تبناها اجتماع وزراء العرب وهو الجهة التي لها سلطة انهاء العقوبات ونقل عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قوله لدى توقيع البروتوكول إن بلاده سحبت الوحدات العسكرية من أغلب المناطق السكنية وستسحب الباقية قبل وصول المراقبين. ضغط على المعارضة في هذه الأثناء، دعت روسيا ظهر أمس الولاياتالمتحدةالأمريكية الى الضغط على المعارضة السورية من أجل تأمين استقرار الوضع في البلاد. ونقلت وكالة «أنباء موسكو» عن وزارة الخارجية الروسية قولها في بيان صحفي ان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أجرت اتصالا هاتفيا مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف وإن الجانبين تبادلا الآراء حول قضايا دولية مهمة مثل سوريا وكوريا. وأضافت أن المسؤولين بحثا تفاصيل التعامل مع طرفي الأزمة السورية في ضوء مبادرة الجامعة العربية حيث أكد لفروف على أهمية التأثير الفعال على المعارضة السورية لصالح استقرار الوضع في سوريا. بدورها، أفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند ان الطرفين أكدا عزمهما على مواصلة العمل على اصدار قرار في مجلس الأمن حول سوريا واستمرار التشاور حول مشروع القرار الروسي الأخير. وأضافت أن واشنطن شددت على حاجة القرار الروسي لتشديد اللهجة حيال دمشق وان العاصمتين رحبتا بمبادرة جامعة الدول العربية. وفي وقت لاحق هدّدت الولاياتالمتحدة النظام السوري باتخاذ اجراءات دولية جديدة بحقه. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غاي كارتي إن الأعمال التي تثير السخط والأسف والتي ترتكب بحق المدنيين الذين يتظاهرون ضد النظام السوري تثبت ان الرئيس السوري بشار الأسد لا يستحق حكم سوريا حسب زعمه وتعبيره.