يمكن القول أن التحول الى اسبانيا في هذه الفترة بالذات لم يكن مفيدا بالمرة إذ لم يتمكن المنتخب من التعويل على كل عناصره لأن هذا الموعد لا يدخل في إطار الأيام التي حدّدتها (الفيفا) للمباريات الودية وبالتالي فإن عديد الاندية منعت لاعبيها من التحول الى اسبانيا رغم كل ذلك كانت هذه الفرصة مواتية للاستفادة من مواجهة فريق قوي رغم أنه لا يمثل منتخبا. وكانت فرصة جيدة لو عرف المنتخب كيف يستغلها أو على الأقل لو أراد سامي الطرابلسي استغلالها لأنه في الحقيقة رفض ذلك أصلا وقرّر الدفاع عن موقعه فقط أي فعل المستحيل لتجنب الهزيمة أمام منتخب يعتقد الطرابلسي أنه لا يقل قيمة على نادي برشلونة ولذلك كان السيد سامي الطرابلسي يدافع أحيانا بعشرة لاعبين وحوّل الذوادي والمساكني الى ظهيرين واحد من الجهة اليمنى والآخر من اليسرى. عطلة رأس السنة فقط رغم أن مواجهة لاعبين بحجم فالديز وغرافي وبيكي وغيرهم كانت فرصة نادرة للإطار الفني لأنه قد يواجه لاعبين لا يقلون قيمة عن هؤلاء في النهائيات الافريقية وخاصة منتخب الكوت ديفوار فإن رفض استغلال الفرصة ويبدو أن الفائدة الوحيدة التي خرجنا بها تتمثل في قضاء هذا الاطار وكذلك أعضاء الجامعة عطلة رأس السنة في اسبانيا لأن السيد سامي الطرابلسي كان بإمكانه أن يبحث عن حلول معقولة وممكنه عندما يواجه المنتخب فريقا يفوقه من حيث الامكانات المهارية والبدنية ولكنه رفض ذلك مطلقا واكتفى بالدفاع وكأن تلك الطريقة التي اعتمدها هي الحل والحقيقة أننا نرفض ذلك حتى لو مكنتنا من الفوز بكأس إفريقيا. إشادة بالدفاع وهجوم غريب على الهجوم كل من تابع اللقاء أشاد بدفاع المنتخب الوطني وخاصة بثنائي المحور أيمن عبد النور وبلال العيفة والحقيقة أن هذا الثنائي قدم مقابلة ممتازة وهو ثنائي متألق في الفترة الماضية ومن واجب الاطار الفني التعويل عليه وتجنب المجاملات ولكن الحقيقة أيضا أن الطريقة التي لعب بها المنتخب ساعدت كثيرا هذا الثنائي لأن الدفاع بعشرة لاعبين أحيانا يساعد المدافعين ويعقّد مهمة المهاجمين لأنه من النادر جدا أن وجد عبد النور والعيفة نفسيهما في وضعية واحد ضد واحد أما أن يقف أمامهما جدار وأحيانا جداران فإن المهمة تكون في هذه الحالة سهلة جدا وهو ما كان فعلا ولو تقدم بقية اللاعبين للهجوم وتوفرت للمنافس فرصة التمرير في العمق لأصبحت المهمة صعبة جدا بل مستحيلة. ولذلك فإن الحديث عن نجاح الدفاع مبالغ فيه رغم أن هذا الثنائي هو الأفضل في الفترة الحالية بالاضافة الى أن ما كان يقال بأن وجود الهيشري في محور دفاع المنتخب كان مجاملة من الطرابلسي لمعلول قد تأكد ويبدو أنه قرّر الاستغناء عنه حالا لا لشيء إلا لأن معلول غادر الترجي. من جهة أخرى هاجم الاعلاميون والجمهور كل المهاجمين الذين عول عليهم سامي الطرابلسي أمام منتخب إقليم كاتالونيا وهم الشرميطي والذوادي والدراجي والمساكني والحقيقة أن أغلب هؤلاء تراجع مردودهم في الفترة الأخيرة بل إن بعضهم لا مكان له في المنتخب ولكن الحقيقة الساطعة أيضا أن سامي الطرابلسي ضحّى بهؤلاء من أجل الدفاع على موقعه في المنتخب لأنه يوجد تحت الضغط وأصبح مهددا من كل لحظة بالابعاد خاصة منذ قرّر معلول انهاء مهامه في الترجي ولذلك طلب الطرابلسي بل أمر لاعبي الخط الأمامي بملازمة المناطق الدفاعية والقيام بالواجب الدفاعي ووجدنا المساكني والذوادي في مركزي الظهير ولذلك كان من المستحيل أن يقوما بالواجب الهجومي كما أن رضاء المدرب على هذين اللاعبين جعله لا يفكر في تغييرهما مطلقا وهما الوحيدان من بين لاعبي خط الوسط والهجوم (الى جانب تراوي) اللذين لم يقع تغييرهما ولولا بقية حياء لفضّل سامي الطرابلسي التعويل على ظهيرين من الجهة اليمنى مثل يحيى والبوسعيدي ومثلهما في الجهة اليسرى مثل شمام وفاتح الغربي في نفس الوقت. هل أصبح الدراجي عائقا ؟ بالاضافة الى الدور الدفاعي الذي طلبه المدرب من لاعبي الخط الأمامي فإن صانع الألعاب لم يساعد هؤلاء ذلك أنهم كانوا يحاولون من بداية المقابلة التقدم من حين الى آخر الى الأمام لكن صانع الألعاب لم يحسن التمرير في الوقت والمكان المناسبين وكذلك كثيرا ما كانت الكرة تقطع ويقع تمريرها في ظهر الذوادي أو المساكني في حين كان الدراجي يميل الى المسك المبالغ فيه بالكرة ويبحث عن الجمالية ربما ليظهر للمشاهد التونسي أن معلول أخطأ في حقه وكان الذوادي في كل مرة في مكان مناسب لكنه رفض التمرير إليه وكذلك الشرميطي كان في كل مرة يتعمد التمرير للمساكني أو يضطّر لفقدان الكرة أو تمريرها للمنافس. والحقيقة أن سامي الطرابلسي له ما يقارب الأربعة حلول في هذا المركز وهذه بعضها. أحد المساكنين... لمَ لا ؟ الحل الأول يتثمل في التعويل على إيهاب المساكني كصانع ألعاب وليس كلاعب رواق مثلما شاهدنا في اللقاء الأول أمام الباسك وهو المركز الذي يتماشى مع إمكاناته والذي ينشط فيه مع فريقه الملعب التونسي أو تغيير مركز يوسف المساكني فيصبح بذلك يلعب خلف المهاجم وهو لاعب مهاري بإمكانه اللعب في أي مركز هجومي وسيكون بذلك المنتخب أكثر نجاعة لأن هذا اللاعب يجيد تسجيل الأهداف والتمهيد لها في نفس الوقت. الشيخاوي أفضل الحل الآخر الذي بإمكان الطرابلسي اعتماده هو بالتأكيد اقحام الشيخاوي منذ البداية وإن كان هذا اللاعب ليس جاهزا بدنيا كما يجب فإن التعويل عليه في اللقاءات الودية سيسرّع في تجهيزه أما تركه على مقعد البدلاء فسيعيقه. يحيى أو الشاذلي الحل الأمثل الحل الأمثل للمنتخب خاصة عندما يواجه منتخبا يفوقه من حيث الامكانات وعندما يفكر المدرب الوطني في لاعب يساعده في الحالات الدفاعية والهجومية في نفس الوقت يتمثل بالتأكيد في التعويل على وسام يحيى أو عادل الشاذلي في خط الوسط الهجومي وهما لاعبان يحسنان التمرير والتسجيل ويمثلان أيضا الجدار الأول لمنع المنافس من التقدم بالكرة ولذلك فإن المدرب سيضرب عديد العصافير بنفس الحجر ويجنب التعسّف على لاعب مثل وسام يحيى بالتعويل عليه كظهير أيمن. اللعب بمهاجمين هناك حل آخر لا بد من اختياره في إحدى اللقاءات الودية ويتمثل في التعويل على مهاجمين بدل مهاجم واحد وهناك العديد من اللاعبين الذين بإمكانهم اللعب في مركز المهاجم مثل صابر خليفة المتألق هذه الأيام والذوادي الذي قدم أفضل لقاء له هذا الموسم عندما عول عليه لوفيغ خلف رأس الحربة أمام الملعب التونسي وهناك نبيل العلاقي وهناك الشهودي وغيرهم كثير ولسنا ندري لماذا لا يتفطن الطرابلسي لكل هذه الحلول أم أنه ينوي تجربتهما في اللقاءات الرسمية.