هل يستطيع فوزي البنزرتي قلب الأوضاع والموازين باعتماد الأوراق الخفية التي لم يعتمدها في المباراتين السابقتين.. «الشروق» تحدثت مع بعض الفنيين وهي تدرك أن فوزي البنزرتي لا يمثل إلا عنصرا من جملة عناصر أخرى في المباراة وفي المنتخب ككل... فكان التحقيق كالآتي: مراد محجوب: ردّة الفعل واردة.. ولكن بشكل أو بآخر فإن كل الفرضيات تبقى واردة رغم صعوبة المهمة ولا استحالتها غير أن الأجواء الواردة من أنغولا لا تشجع كثيرا على التفاؤل الكبير باعتبار أن الآمال كانت معلقة على تجاوز مباراة الغابون ولكن الظروف شاءت غير ذلك ليبقى الاحتمال الوحيد الذي هو في صالحنا هو الانتصار ولا غيره.. وهو هدف واحد سنلعب من أجله قد يتحقق إذا انخرطت المجموعة ككل من مدرب ولاعبين في منظومة الانتصار الذي يخضع أساسا إلى الروح الانتصارية و«الڤليب» والانضباط التكتيكي والفني والحضور الذهني والبدني فضلا عن الانسجام والتكامل الجماعي خاصة أن الكامرون التي تبقى صلبة وقوية رغم تراجعها لم تظهر بدورها بالوجه المعروف والمردود المعهود وبالتالي فقد تعود الروح لأبنائنا بالشكل الإيجابي وقد يردون الفعل... خاصّة أن فوزي البنزرتي يعرف كيف يشحذ عزائم لاعبيه وقد تكون له أوراقه التي يمكن أن تصنع الفارق.. إلاّ أنني أعود لأشير إلى أن المهمة ليست سهلة والتمنيات تبقى مشروعة لانتظار ردة الفعل... محمد الكوكي: البنزرتي ليست له عصا سحرية... انتظرنا المردود الأفضل وردة فعل اللاعبين في أنغولا بعد المردود المحتشم الذي ظهر في لقاء غامبيا الودي وإثر نكسة الموزمبيق التي حرمتنا من التأهل للمونديال... إلا أن اللاعبين كانوا سلبين في المباراة الأولى أمام زمبيا ولم يكونوا ناجحين في المباراة الثانية أمام الغابون وبالتالي فإن المهمة أصبحت عسيرة جدا ولكنها غير مستحيلة خاصة أن منافسنا ليس إلا منتخب الكامرون.. أما عن المدرب فوزي البنزرتي الذي امتطى القطار وهو يسير والذي لم تمنح له الفرصة لخوض اللقاءات الودية قبل التحول إلى أنغولا فإنه لا يملك عصا سحرية لشق بحر الأتعاب بقدر ماله تجربته وأفكاره التي يبقى السؤال من خلالها هو: هل أن اللاعبين قادرون على فهمه واستيعاب توصياته وتطبيق خططه.. ثم هل يمكن أن نلوم فوزي على المردود والخيبة؟ سامي الرضواني: حتى لا يتعمق الجرح أكثر كل شيء ممكن في كرة القدم غير أن المهمة اليوم أمام الكامرون وإن تبدو أيضا ممكنة فإنها تبقى صعبة باعتبار أن لاعبينا وإن يعتبرون من أفضل ما في الساحة الكروية حاليا فتلك هي حدودهم ومن جهة أخرى فإن فوزي البنزرتي الذي نعرف جميعا متى بدأ عمله وكيف جاء للمنتخب إثر طلب جماهيري واسع وإجماع رياضي... لا بد لنا أن نؤكد أنه وبمفرده لا يستطيع أن يصنع الربيع إذا لم يكن اللاعبون في المستوى ويقدمون الإضافة المطلوبة في مثل هذه التظاهرة القارية باعتبار أن عنصر المدرب وحده لا يكفي بقدر ما يجب أن تلتحم كل الأطراف الأخرى وتتكامل لما يفيد المردود والمنتخب وبالتالي يمهد سبل النجاح... وما أتمناه اليوم هو أن يكون أبناؤنا جاهزين لموعد الكامرون لإعادة البسمة للجماهير والثقة لمنتخبنا وإلا فإنها الخيبة التي تعمق الجرح أكثر إذا انسحبنا منذ الدور الأول. سمير الجويلي: الكامرون ليس ذاك الغول المخيف سأختزل القول مجيبا بأن إمكانية التجاوز واردة غير أنها تبقى صعبة.. وصعبة جدا إلا إذا أثبت اللاعبون جدارتهم وأكدوا إصرارهم على تحقيق هذا التجاوز خاصة أن الكامرون لم تعد ذاك «الغول» المخيف بقدر ما برزت أخطاؤه وعيوبه في هذه التظاهرة... أما عن فوزي البنزرتي الذي اعتبره الجمهور الرياضي ككل هو رجل المرحلة والقادر على صنع فريق مستقبل لا بد لنا أن نصبر عليه خاصة أنه من العلامات المضيئة والكفاءات التي لا يشك أحد في إمكاناته وعلينا إذن أن لا نلومه وأن نربط مردود لاعبينا به باعتباره بدأ تحضيراته متأخرة جدا ولم يجد حتى فرص خوض اللقاءات الودية لمزيد الوقوف على حقيقة أبنائه.. ومع ذلك فإنني أعود لأشير إلى أن إمكانية التجاوز واردة. نور الدين بوفالغة أعتقد أن الخطة الأنسب لمواجهتهم هي 442 برباعي للدفاع يتكون من السويسي والجمل وحقي والميكاري وهذا جدار أول ثم رباعي وسط بلاعبين للارتكاز هما القربي ونفخة ولاعبان للأروقة المساكني (إذا كان جاهزا) للرواق الأيمن والذوادي للرواق الأيسر وثنائي للهجوم الشرميطي ومعه العكايشي وكلاهما يكمل الثاني على اعتبار سرعة الشرميطي والبنية والقامة العالية للعكايشي مع التعويل على عصام جمعة وشوقي بن سعادة كأوراق بديلة. الوصايا العشر للإطاحة بالكامرون أولا: اللعب بدون أي مركب نقص أمام إيتو وزملائه واستغلال حالة الارتباك لديهم واللعب أمامهم بكل ندية. ثانيا: إيقاف مفاتيح لعب الكامرون بفرض رقابة على إيتو وإمانا ومنع الكسندر صونغ من القيام بعملية الربط بين الدفاع والهجوم ومراقبة جريمي واستغلال تقدمه لبناء الهجمات من الفراغات التي يتركها. ثالثا: الدفاع بكثافة وبناء الهجمات المرتدة السريعة فمحور الدفاع الكامروني بطيء. رابعا: الاختراق من الأروقة بواسطة المساكني والذوادي والميكاري والبحث علىالكرات العرضية لأن لديهم صعوبات في التعامل مع الكرات العرضية. رابعا: حذار من التمركز الدفاعي عند الركنيات فنحن خسرنا كل الكرات العالية أمام الغابون ولا بد من مراقبة لصيقة (رجل لرجل الطويل مع الطويل) على أن يكون ذلك محددا مسبقا «من يراقب من» مثال حقي يراقب إدريسو رقم 17 عند الركنية. خامسا: مباراة كرة القدم تكسب بمجهود كل اللاعبين بمن في ذلك البدلاء الذين يدخلون أثناء اللعب فلا يعقل أن يؤدي أربعة لاعبين فقط أداء جيدا والباقي خارج الموضوع كما كان الحال أمام الغابون. سادسا: عدم الإفراط في استعمال الكرات الطويلة غير المضمونة بل التعويل على أسلوب يعتمد على التمرير القصير وبناء الهجمة بالتدرج لضمان وصول الكرة للمهاجمين. سابعا: تفادي الالتحامات مع لاعبين من ذوي البنية القوية والبحث عن اللعب بأقل لمسة ممكنة حتى لا يجدوا الوقت الكافي للالتحام بنا وقطع الكرات. ثامنا: البحث على مباغتة الكامرونيين منذ البداية على غرار ما فعل أمامهم الغابون وزمبيا عملا بمقولة أحسن طريقة للدفاع هي المبادرة بالهجوم وخذ نصيبك من الأول. تاسعا: التعويل على الجانب الجماعي أمام منافس يعول كثيرا على الفرديات نظرا لمهارة لاعبيه لأن في خطة واحد ضد واحد يتفوقون علينا لكننا بالمجهود الجماعي نلغي خطورتهم. عاشرا: في مثل هذه المباريات قد لا يكفي «الڤليب» بل لا بد أن تكون هناك خطة واضحة وأن يكون اللاعبون جاهزين من كل النواحي بدنيا وفنيا وتكتيكيا وخاصة نفسيا وأعتقد أن الإطار الفني للمنتخب بحكم قربه من اللاعبين قادر على شحذ الهمم وتسليح اللاعبين بعزيمة كبيرة والأهم من كل هذا أن ينفذوا ما هو مطلوب منهم لإيقاف الكامرونيين والتفوق عليهم لأن الأمور لن تكون سهلة هذه المرة. زبير بية: في 90 دقيقة كل شيء جائز.. بعد كل ما قيل عن مردود المنتخب الوطني وما اعترى ذلك من تشكيك صريح بلغ في بعض الأحيان حد التجريح لا بد لزملاء كريم حقي من ردة فعل إيجابية يحققون من خلالها المصالحة مع محيطهم... صحيح أن الجميع على بينة من أن المنتخب الحالي بصدد التكوين من جديد إلا أن الجميع لم يطلب منه المستحيل بل الظهور بوجه مشرف لا أكثر ولا أقل وذلك للظروف التي يعرفها القاصي والداني. وفي خصوص مباراة اليوم فأعتقد أن المهمة تلوح صعبة وليست مستحيلة اعتمادا على التحسن التدريجي على مستوى مردود عناصرنا ومن خلال 90 دقيقة يبقى كل شيء جائزا شريطة الإيمان بقدرة الإطاحة بالمنتخب الكامروني الذي يبقى في كل الأحوال كبيرا ومهابا لكن يشكو بعض النقائص لا بد أن نحكم استغلالها على الوجه الأكمل... صحيح أننا نحسن إلى حد ما التغطية الدفاعية لكن مشكلنا في التجسيم الهجومي. قيس الغضبان: في انتظار المفاجأة... لنكن واقعيين ولا نكن قاسين في أحكامنا بعد تعادلي زمبيا والغابون.. صحيح أن الترشح كان في متناولنا وأن لاعبينا هم من زادوا في صعوبة مهمتهم للترشح للدور الثاني وبما أن مصيرهم أصبح بأيديهم فما عليهم إلا تجاوز عقبة المنتخب الكامروني الذي يزخر كما هو معلوم بنجوم كبار قادرين في كل لحظة على تغيير مسار المقابلة وأكيد أن المنافس محتاط من ردة فعل المنتخب التونسي واستوعب درس زمبيا لكن ورغم كل ذلك نتمنى أن تتسلح عناصرنا بالعزيمة وأن يوفق الإطار الفني في اختيار التشكيلة المثلى والخطة المناسبة من أجل تحقيق ما اعتبره السواد الأعظم بالمفاجأة التي ننتظرها. محمد الهادي البياري: بالقليب قادرون على الترشح لا أضيف جديدا إذا قلت إن هذه المباراة مصيرية لكلا المنتخبين باعتبار أن الفوز هو الحل الوحيد للترشح وهو ما يجعلنا نتوقع مباراة حماسية ومشوقة.. وعن منتخبنا فما أستطيع أن أقوله هو أن مردوده لم يكن مقنعا خلال مقابلتيه الفارطتين ومن أكبر النقائص التي تراءت لي شخصيا ضعف المردود الهجومي ويعود ذلك إلى عدة عوامل منها غياب التموين من وسط الميدان وتباعد الخطوط الثلاثة عن بعضها البعض وهو ما جعل المهاجمين في عزلة مما اضطرهم إلى العودة إلى الوراء لالتقاط الكرة كما أن أداءنا اتسم بالبطء وهو ما سهل مهمة منافسينا الذين وجدوا الوقت الكافي لتنظيم صفوفهم. في خصوص الكامرون فإنه لم يظهر بوجهه الحقيقي في مبارياته الأولى مثلما تعود على ذلك في مثل هذه الدورات لكنه قادر على النهوض وبصفة تدريجية وقد لاحظنا جميعا التحسن الذي سجله على مستوى الهجوم في نهاية مباراته ضد زمبيا. وبالنسبة للنتيجة فإن كل شيء يبقى جائزا على مباراة واحدة وبإمكاننا الفوز إذا ما تسلح أبناؤنا بالڤليب والعزيمة.