أقرّ الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بانسحاب الجيش السوري من المدن فيما أكد رئيس البعثة إلى إدلب أن الوضع هادئ بشكل عام وسط أنباء عن قرب تشكيل حكومة وطنية جديدة في سوريا تضم شخصيات مستقلة ومعارضة. قال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الجيش السوري انسحب من المناطق السكنية ويقف على مشارف المدن السورية إلا أن اطلاق النيران مستمر وما زال القناصة يمثلون تهديدا. اطلاق نار وقناصة وذكر للمرة الاولى منذ ارسال بعثة المراقبين الى سوريا، في مؤتمر صحافي ان «اخر تقرير» تلقاه عبر الهاتف أفاد بأنه «ما زال هناك اطلاق نار وقناصة في المدن السورية ومن الصعب القول من اطلق النار على من»، مشيرا إلى أن «هذا موضوع يجب اثارته مع الحكومة السورية لان الهدف (من ارسال المراقبين العرب) هو وقف اطلاق النار وحماية المدنيين السوريين». وأعلن العربي أن الفريق محمد مصطفى الدابي سيصل إلى القاهرة قبل نهاية الأسبوع الجاري لتقديم تقرير إلى الجامعة العربية حول ما تحقق من خطوات على مدى الأيام العشرة الماضية. وأبدى رفضه لأي تشكيك في كفاءة وخبرة ووطنية «الدابي» قائلا : من لديه تقارير ضد الدابي فليتقدم بها إليه وليعلنها مشيرا إلى أنه اطلع على كل ما نشر من انتقادات وحملات تشكيك ضدّه. الوضع في إدلب هادئ وبالتوازي مع تصريحات العربي, قال عبد اللطيف الجبالي رئيس وفد بعثة المراقبين العرب في مدينة إدلب (شمال سوريا) إن «الوضع في المدينة هادىء، ولم نشاهد أية مظاهر عسكرية ولا مسلحين»، لكنه وصف المدينة ب«الميتة» بسبب انعدام النشاط فيها. وأضاف «قمنا بزيارة للمشفى الوطني ومقر كتيبة الأمن الوطني ومركز لحجز سيارات ودرجات نارية، كما قمنا بجولة داخل المدينة شملت عدة مناطق» لافتا الى ان وفداً آخر من المراقبين خرج مع «معارضين» لزيارة الأهالي ، مضيفا إن «الوضع عدا مساء يوم الجمعة كان هادئاً». وبخلاف ما تم الترويج له بأن تظاهرات يوم الجمعة في إدلب شارك فيها 250 ألف شخص، أكد الجبالي بأنه «كان هناك مظاهرتان الأولى التي سرت فيها أنا ويقدر عدد المشاركين فيها بحوالي عشرة آلاف.. والثانية نحو 12 ألفاً»، موضحا أنه لم يتم اعتراض المشاركين في المظاهرة من قبل السلطات بغازات مسيلة للدموع أو ما شابه. حكومة وطنية في هذه الأثناء, قالت مصادر إعلامية سورية، إن الرئيس بشار الأسد يجرى منذ ثلاثة أيام اجتماعات مكثفة مع المسؤولين، ويستمع لكافة التقارير بشأن المحادثات الجارية بين ممثلين للحكم وشخصيات من المعارضة في الداخل. ونقل موقع «دامس بوست السوري الإلكتروني» عن المسؤولين إشارتهم إلى أن الأسد يجرى كذلك مشاورات مع عواصم إقليمية، تمهيداً لخطاب من المتوقع أن يلقيه خلال الأيام المقبلة. وبحسب المصادر، يفترض أن يعلن الأسد خلال خطابه عزمه تأليف حكومة جديدة تضم شخصيات معارضة ومستقلة، وأن يشدد على سلوك الجيش وقوات الأمن في الشوارع، ويؤكد ضرورة تطبيق قانون التظاهر الذي أقر في وقت سابق.