تزامنا مع الدعوات الأمريكية الى تدويل الملف السوري والى اعتماد «الحل العسكري» حيال دمشق كشفت تقارير استخباراتية غربية عن تغلغل المخابرات والقوات الخاصة الفرنسية والأمريكية في لبنان وتركيا عن تحليق طويل لطائرات التجسس الأمريكية فوق الحدود التركية السورية. اعتبر البيت الابيض الليلة قبل الماضية ان دمشق لم تحترم التعهدات التي قطعتها للجامعة العربية بشأن بعثة المراقبين، مشددا على أنه آن الأوان فعلا لكي يتدخل مجلس الأمن الدولي لزيادة الضغط على النظام السوري. السيناريو الليبي وقال المتحدث باسم البيت الابيض غاي كارني إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يستبعد أي خيار في التعامل مع الوضع في سوريا بما في ذلك النهج الذي اتبعته الولاياتالمتحدة بشأن ليبيا. وأضاف أن واشنطن ترتكز كثيرا على النهج الديبلوماسي ولكن هذا التركيز لا يعني استبعاد الخيار العسكري في سوريا. وذكر : أن بلاده أشارت في وقت سابق الى أنه اذا لم يتم تطبيق مبادرة الجامعة العربية فإنه يتعين على المجتمع الدولي النظر في اتخاذ تدابير جديدة لإرغام هذا النظام على وقف العنف ضد مواطنيه، وفق تعبيره وتوصيفه للمشهد السوري. وزعم انه مع استمرار نيران القناصة والتعذيب والقتل في سوريا فإنه من الواضح عدم تحقيق متطلبات بروتوكول جامعة الدول العربية. وتابع : سنواصل العمل مع شركائنا الدوليين ونعتقد انه آن الأوان فعلا لكي يتحرك مجلس الامن، نريد من المجتمع الدولي إظهار تضامن لدعم التطلعات المشروعة للسوريين. طائرة تجسس وبالتزامن مع هذا الوعيد الأمريكي، ذكرت مصادر اعلامية تركية ان القوات المسلحة المحلية رصدت طائرة تجسس دون طيار تابعة للكيان الصهيوني في سماء محافظة «حاتاي» الحدودية مع سوريا. وأضافت ان الطائرة التجسسية حلقت فوق «حاتاي» أكثر من 4 ساعات كاملة بهدف التقاط صور عن المشهد الجغرافي والاجتماعي في تلك المدينة الحدودية. وعلى الرغم من انسحاب الطائرة من سماء تركيا بعد تصدي سلاح الجو التركي لها الا ان هذه الخطوة قد تفتح المجال أمام العديد من الفرضيات من بينها امكانية استخدام تركيا أرضا وسماءً وبحرا كقاعدة لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا. وهذا الافتراض قد يزداد قوة ورجاحة اذا ما عاضدناه بالتقرير الاستخباراتي الذي نشرته صحيفة «لو كانر أونشينيه» الفرنسية والذي جاء فيه ان المخابرات الأمريكية والفرنسية تنتشر في المناطق الحدودية بين لبنان وتركيا وسوريا لدفع الضباط المنشقين الهاربين الى العودة لسوريا والمحاربة في صفوف ما يسمى ب«الجيش السوري الحر» وتحت لواء المجموعات المتمردة الأخرى. وأضافت الصحيفة الفرنسية ان العناصر العسكرية الفرنسية والأمريكية هم من الضباط المنتمين الى القوات الخاصة ولا يعرف بالتحديد كيفية دخولهم ووصولهم الى هذه المناطق الحساسة. ونقلت عن التقرير الذي وصفته بالسري تحذيره من الانعكاسات الخطيرة للأزمة السورية التي ستتجاوز حدود الشام وقد تؤدي الى حرب أهلية وطائفية في المنطقة برمتها. ويتقاطع مضمون التقرير مع تأكيد صحيفة «البناء» اللبنانية في عددها الصادر أمس أن جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية قد أمر فريق «14 آذار» فريق الحريري الى ايجاد منطقة عازلة آمنة في الشمال للمسلحتين السوريين الذين تم تدريبهم وتسهيل تسللهم الى داخل سوريا للقيام بعمليات تجريبية ارهابية.