يبدو أن إسرائيل باتت أكثر من أي وقت مضى مقتنعة بضرورة كسر جدار الجليد القائم بينها وبين الإخوان المسلمين في مصر حيث تشير مصادر مطلعة في تل أبيب إلى أن مهمة السفير الإسرائيلي في القاهرة لا بد أن تتجاوز سقف المحافظة على اتفاقية السلام «كامب ديفيد». فقد كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية النقاب عن إيعاز وزارة الخارجية الصهيونية إلى سفيرها بالقاهرة «ياكوف أميتاي» بإجراء لقاءات ومحادثات مع قيادات الإخوان المسلمين في مصر بعد النجاح الكبير الذي حققه ذراعها السياسي (حزب الحرية والعدالة) في الانتخابات البرلمانية. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الإجراء يعد تغييرًا جوهريًّا في موقف الحكومة «الإسرائيلية» من جماعة الإخوان المسلمين. ونبَّهت إلى أن هذه الخطوة الديبلوماسية تعد الحل السياسي على الأقل في جانبه الإسرائيلي إلا أنه يبقى دائما «نصف الحل» لأن الإخوان المسلمين أيضًا لديهم موقف من الحديث مع «إسرائيل». ونقلت عن قيادي كبير بالجماعة قوله: «إن الأمر غير وارد بالحسبان لن نعترف ب(إسرائيل) وإن لقاء الطرفين لن يحدث إلا إذا حدث تبدل في موقف الإخوان». ولم تشر الصحيفة إلى كيفية الوصول إلى القيادي الإخواني وهل أن التواصل كان مباشرا أم بقناة وسيطة . وقالت إن مدير عام وزارة الخارجية «الإسرائيلية» رافي باراك رفض منذ عام طلبًا مماثلاً لسفير «إسرائيل» السابق بالقاهرة يتسحاق ليفانون، حيث كان يرغب في فتح حوار مع «الإخوان المسلمين» في أعقاب سقوط نظام مبارك. تتزامن هذه المعلومات مع تصريحات جماعة الإخوان المسلمين يوم الأحد الماضي بأنها لن تعترف ب«إسرائيل» تحت أي ظرف، ملمحة إلى أنها قد تعرض معاهدة السلام المبرمة معها على استفتاء شعبي. وقال نائب مرشد جماعة «الإخوان المسلمين» الدكتور رشاد بيومي في تصريح لصحيفة «الحياة» اللندنية: «هل شرط الحكم أن نعترف ب«إسرائيل»؟!.. هذا ليس واردًا أبدًا مهما كانت الظروف، ونحن لا نعترف ب«إسرائيل» على الإطلاق، فهو كيان عدو محتل غاصب مجرم». وعن معاهدة السلام، قال بيومي: «سنتخذ الإجراءات القانونية السليمة تجاه معاهدة السلام، هي لا تلزمني إطلاقًا، وسيبدي الشعب رأيه فيها». وأوضح أن: «الإخوان مرحليًّا يحترمون المواثيق الدولية، ولكن سنتخذ الإجراءات القانونية تجاه معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني.. من حق أي طرف أن يعيد النظر في المعاهدة، والشعب المصري لم يقل رأيه فيها من قبل». وفي وقت سابق، أكد الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين وعضو مكتب الإرشاد أن السفارة «الإسرائيلية» لم تتصل من قريب أو من بعيد بقيادات الجماعة أو حزب الحرية والعدالة. وشدد غزلان على أن الجماعة لن تقبل بلقاء السفير «الإسرائيلي» في القاهرة تحت أي ظرف. وانطلقت أمس المرحلة الثالثة من الانتخابات التشريعية المصرية وسط توقعات باكتساح كبير للإخوان والسلفيين لصناديق الاقتراع.