تخشى العجوز خديجة الهلالي (72سنة) أن تنام بالليل خوفا من ان ينهار سقف الغرفة الوحيدة المتبقية في مسكنها البالي كما انهار سقف الغرفة التي كانت تؤويها هي وبناتها وأحفادها. المنزل المتصدع يجمع بين جدرانه المتآكلة، ثلاثة أسر وهي الوالدة العجوز وابنتاها (الاولى مطلقة والثانية زوجها سجين)، ويمثل خطرا متربصا بالكبار العجز والصغار الرضع. وهو اقصى ما تمتلكه الاسر الثلاث. وهو المأوى الوحيد بعد الشارع الذي تفر اليه النسوة عند تساقط حجر السقف كما حدث مؤخرا. ولعله يتداعى خجلا من الوضع الصعب الذي تمر به الأسر واكدت العجوز انه من حسن حظها ان انهيار السقف اختار ان يحدث نهارا ولم يتساقط بالليل رأفة بهم. لكن خوفها من تجدد الحادثة جعلها تخشى النوم في الغرفة الصغيرة المجاورة. والتي يجتمع فيها الكبار والصغار. مساعدة عاجلة «الحاجة» خديجة طالبت بان يتم مساعدتها على ترميم بيتها وهو كوخ ونسميه نحن مسكنا على سبيل المجاز. ولانه ليس لديها من معيل ولا كفيل ولا سند تشد به عضدها، فقد لجأت الى السلط الجهوية ولكن... ورغم عرضها لملف يحتوي صورا لحالة مسكنها وسقفه المتداعي وحالته المزرية، وصورتها التي تحمل اعاقة على مستوى عينيها. لكن لم تتم مساعدتها رغم مرور اشهر. ويتواصل خوفها من سوء الحال. حيث توشك كل صخرة ان تهوي خجلا من سوء الحال. وترفع المرأة اكفها بالدعاء رجاء والتماسا ان يتدخل والي القيروان او وزير التجهيز او وزير الشؤون الاجتماعية ويدخل بيتها. وتدعوهم لاستضافتهم ليبيتون لديها عسى ان يشعروا بمرارة ما تمر به المرأة وبناتها. وقد تمنت لو ان يوما مشرقا يدخل بيتها ليغير سوء حالها ومعاناتها. انها حكاية منزل يريد ان ينقض على أصحابه ولا يجدون من يقيمه.