في أجواء متوترة وانفلات أمني واضح وتحد للقانون وتجمعات حاشدة من المعطلين عن العمل أمام مقر الولاية وفي ظروف صعبة ويائسة عمد المواطن عمار غرس الله أصيل منطقة لالة معتمدية القصر والعاطل عن العمل إلى اضرام النار في جسده . وقد تم ذلك إثر إعتصام أمام مقر الولاية منذ أكثر من 8 أشهر احتجاجا على معاناته من البطالة خاصة وأنه متزوج وله ابن إسمه الحسين (10 سنوات 4 أساسي) وأمه المعوقة والمريضة بداء الصدر واسمها حرمية عبد الله. جريدة «الشروق» قامت بزيارة عائلة المصاب الذي تم نقله إلى مركز الاصابات والحروق بجهة بن عروس باعتباره مصابا بالحروق من الدرجة 3 واستمعت إلى أسرته. أما شقيقاه محمد ولطفي غرس الله فقلا: المصاب يعمل منذ 7 سنوات بأجرة الحضائر بالمعهد الفني بقفصة...وكل سنة يمنىّ بالترسيم ولم يتم ذلك. وبعد أن أوقف عن العمل بسبب نفاذ الميزانية المخصصة وعانى البطالة والخصاصة انتمى إلى مجموعة من المعتصمين المعطلين عن العمل بعد يأسه خاصة بعد عدم قبوله للتشكي إلى معتمد المنطقة. ويؤكد شقيقه لطفي أنه وعد من الوالي السابق بالترسيم بعد أن اطلع مباشرة على وضعيته...الا ان نقلته وحضور والي جديد حالا دون تحقق حلمه. ويوم 3 جانفي انتقل إلى تونس لمطالبة وزارة التربية بتسوية وضعيته ولو بصفة وقتية (مثلما كان) خاصة وأنه عمل معها 7 سنوات لكنه رجع خائبا. ويذكر (كما يؤكد شقيقه) أنه في يوم 8 ديسمبر الفارط وقع الاعتداء عليه صحبة رفاقه المعتصمين فأصيب في كتفه بكسر استوجب جبره ومعالجته بالمستشفى الجهوي بعد أن اصطحبه عناصر من الجيش الوطني وفي هذا الخصوص طالب بشهادة لتقديم قضية فحرم من ذلك. المهم أن ما سجل داخل بيت المصاب هو عين المأساة بنفسها...في احدى الزوايا تقبع والدته حرمية عبد الله (معوقة وتتنفس بالاكسجين وزوجته وابنه الحسين في منزل متواضع خال من كل المرافق (حتى بيت النظافة) ولا حول ولا قوة لهم جميعا وكل أملهم لفته خاصة وجدية ورسمية من السلطة...والنظام الحاكم والوقوف إلى جانبه للعلاج.