بشكل رسمي قبض الإسلاميون في مصر بشقيهم الإخواني والسلفي على البرلمان المصري حائزين على ثلثي المقاعد فيه ليشكلوا بذلك هلالا إسلاميا يمر على عواصم شمال إفريقيا برمتها. فقد قالت جماعة الإخوان المسلمين إنها حصلت على 41 في المئة على الأقل من المقاعد في مجلس الشعب مع حصول الإسلاميين من تيارات متعددة – أي من غير التيار الإخواني - على نحو ثلثي مقاعد المجلس حتى الآن. قاعدة تأييد منظمة وظهرت جماعة الإخوان المسلمين -التي كانت محظورة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك - بصفتها أكبر الفائزين من الانتفاضة الشعبية التي أطاحت به مستفيدة من قاعدة تأييد منظمة في أول انتخابات حرة تشهدها مصر منذ عقود. ومن غير المتوقع أن تغير نتائج الإعادات في احتساب أوراق الناخبين من حقيقة هيمنة الإسلاميين الذين يستعدون فيما يبدو للتأثير على شكل الدستور الجديد الذي ستضعه جمعية تأسيسية تضم مئة عضو يختارهم المجلس الجديد. ووعدت جماعة الإخوان المسلمين بأن يكون للمصريين من كافة الأطياف رأي في الدستور، وفي الوقت الذي أثار فيه تقدم الإسلاميين انزعاج بعض المصريين والحكومات الغربية التي كانت تدعم مبارك لم يتضح بعد ما اذا كانت الاحزاب الاسلامية الاخرى ستتعاون معها في ذلك. وفازت قائمة التحالف الديمقراطي التي يقودها الإخوان بنسبة 41 في المئة من المقاعد حتى الآن بينما حلت قائمة أخرى يقودها حزب النور السلفي الأكثر تشددا بنسبة 20 في المئة من المقاعد. ويأتي فوز الإسلاميين في مصر كحلقة من حلقات الانتصارات الكاسحة التي حققها نظراؤهم في تونس وليبيا والمغرب وقد تستكمل بالجزائر في القريب العاجل وهي انتصارات انتخابية بوأتهم مناصب تسيير دفة البلاد . العريان رئيسا للبرلمان وسياق متصل, كشفت مصادر إخوانية أن نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية ل«الإخوان المسلمين» الدكتور عصام العريان هو «الأقرب لطرحه رئيساً توافقياً لمجلس الشعب الجديد». وأوضحت أن العريان «يحظى بعلاقات وثيقة بعدد من التيارات السياسية الليبرالية، كما أن له دراية واسعة بالقانون رغم كونه طبيباً، كما أنه يتسم بالقدرة على الإدارة، وكلها أمور رفعت من أسهمه على حساب شخصيات عامة من خارج الصف (الإخوان المسلمين) كانت في الحسبان». وأشارت إلى أن اجتماعاً سيعقد بعد الانتهاء من جولة الإعادة المقرر لها الأربعاء المقبل ل «التحالف الديمقراطي من أجل مصر» الذي يقوده «الحرية والعدالة»، من أجل الاستقرار على اسم رئيس البرلمان المقبل قبل التئامه.