القاهرة: قالت مصادر امنية وجماعة الاخوان المسلمين امس الاحد ان قوات الامن المصرية القت القبض على 20 عضوا بالجماعة في محافظة الدقهلية شمال القاهرة.وقال مسؤول امني مصري ليونايتد برس انترناشونال، رافضاً الكشف عن اسمه، ان اجهزة الامن اعتقلت القياديين بتهم 'الترويج لأفكار جماعة محظورة، وتكدير الأمن العام، وحيازتهم مطبوعات تتضمن افكارا من شأنها تعريض الأمن والسلم الاجتماعي للخطر'. وقالت جماعة الاخوان المسلمين ان اجهزة الامن اعتقلت اعضاءها في الدقهلية بدلتا النيل (160 كيلومترا شمال القاهرة) في حملة مداهمات في الساعات الاول من صباح امس. واوضحت الجماعة على موقعها على الانترنت ان قوات الامن 'استولوا على الحواسيب الخاصة بالمعتقلين وبعض الكتب من مكتبتهم، وكسرت باب شقة احد المعتقلين قبل اعتقاله، كما قطعت خطوط الهواتف عن الشقة'. ويرى مراقبون ان الاعتقالات الاخيرة في صفوف الجماعة تهدف لتحجيم مكاسبها في الانتخابات البرلمانية المقبل، ومنعها من تكرار النجاح الذي حققته في انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الاولى بالبرلمان المصري) الماضية في العام 2005، والتي نجحت الجماعة خلالها في الفوز ب 88 مقعدًا. وكانت الجماعة اعلنت السبت انها ستقدم مرشحين للتنافس على ثلث مقاعد مجلس الشعب (البرلمان) المصري في الانتخابات المقررة نهاية الشهر الجاري. وقال المرشد العام للجماعة محمد بديع في مؤتمر صحافي امس ان 98 بالمائة من اعضاء مجلس شورى الجماعة، وهو بمثابة برلمان داخلي للاخوان المسلمين، وافقوا على المشاركة في الانتخابات المقررة في 29 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. واضاف بديع ان الجماعة سوف تنافس على نحو 30 بالمائة من مقاعد المجلس البالغة 518 مقعدا، من بينها 64 مقعدا مخصصة للنساء في اطار تعديل دستوري جديد. وكان نحو 20 من قادة الجماعة المحسوبين على التيار الاصلاحي قد دعوا الاسبوع الماضي الى مقاطعة الانتخابات بحجة ان النظام المصري سوف يقوم بتزويرها لصالح احزاب المعارضة الرسمية. كما يقود المرشح الرئاسي المحتمل والمدير السابق للوكالة الذرية للطاقة الذرية محمود البرادعي حملة لمقاطعة الانتخابات لما يسميه بمحاولة 'نزع الشرعية عن النظام الحاكم في مصر'. وكان الاخوان المسلمون قد حصدوا نحو عشرين بالمائة من مقاعد مجلس الشعب في انتخابات مجلس الشعب التي اجريت في العام 2005. الا ان الجماعة فشلت في الحصول على أي مقعد في انتخابات مجلس الشورى التي اجريت العام الحالي والتي قالت منظمات وجماعات معارضة انها اجراءاتها شابتها عمليات تزوير واسعة. وكان قادة في الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم قد صرحوا خلال الفترة الماضية بان جماعة الاخوان المسلمين لن تستطيع الحصول على عدد المقاعد التي فازت بها في الانتخابات البرلمانية الاخيرة. وكان وزير الداخلية المصري حبيب العدلي قد حذر الشهر الحالي من استخدام الاخوان المسلمين لشعار 'الاسلام هو الحل' في الحملات الدعائية لمرشحي الاخوان. الا ان المتحدث الرسمي باسم الجماعة عصام العريان قال امس خلال المؤتمر الصحافي ان الجماعة متمسكة بشعار 'الاسلام هو الحل'. وقال العريان 'ان الإخوان هيئة إسلامية جامعة، مرجعيتها هي الإسلام، وستدافع عن تلك المرجعية الوطنية التي أقرها الدستور. أن الإخوان متمسكون بشعار 'الإسلام هو الحل'، ليس كشعار انتخابي أو دعائي وإنما لتحقيقه، وجعله واقعًا ملموسًا خلقًا وسلوكًا'، وموضحا 'لا يمكن أن نساوم على مرجعيتنا أو نتخلى عن هويتنا'. وكان البرلمان المصري قد أقر في العام 2008 تعديلا قانونيا يمنع استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات العامة في خطوة اعتبرها مراقبون إنها تستهدف جماعة الإخوان المسلمين التي تستخدم شعار 'الإسلام هو الحل' في دعايتها الإنتخابية. (يو بي اي)