كان الموعد مساء أمس الاول بدار الثقافة ابن رشيق مع عرض المسرحية القطرية «كلني يا جناب السلطان» لفرقة الدوحة المسرحية عن نص للكاتب المسرحي الراحل سعد الدين وهبة واخراج علي ميرزا محمود. المسرحية التي تابعها جمهور محترم.. مثلت تجربة أولى على درب التأسيس لفعل مسرحي قطري يجمع بين جدية الطرح والطرافة في العرض... كل التجارب المسرحية في الخليج وأمام غياب واضح لنصوص درامية محلية إن صحّ التعبير كان اللجوء الى نص المسرحي الكبير سعد الدين وهبة... لكن ما لفت الانتباه في «كلني يا جناب السلطان» أنه تم التعاطي مع النص بتصرف كبير.. كان من نتيجته تهميش شبه كامل للنص الاصلي... اعتمد المخرج في ذات الوقت على ما يعرف بالمسرح الجماعي.. حيث انصهر الممثلون في المجموعة.. فلم يبرز ممثل كطرف فاعل ومؤثر في سير الأحداث ككل... وفي الاعتقاد أن مثل هذا التوجه قد كان له تأثيره السلبي في الحبكة الدرامية لهذا العمل. مسرحية «كلني يا جناب السلطان» أعادت الى الأذهان الثورات العربية بأسلوب خطابي مباشر.. ولئن طغى عليه الجانب الطريف، ويبقى المضمون الشامل للمسرحية في حاجة الى المراجعة على اعتبار انه متداول ومعروف ومستهلك بشكل كبير والمتمثل في ثنائية الخير والشر... والجهل والعلم... وإجمالا نقول إن «كلني يا جناب السلطان» تبقى من التجارب المسرحية التي تحمل بداخلها بذرة التأسيس لمسرح قطري أكثر التصاقا بالواقع وأكثر بحثا عن خصوصية له في المشهد المسرحي العربي بصفة عامة.