أعرب المبعوث الأممي الخاص الى الجنوب اللبناني عن قلقه إزاء التصعيد الاسرائيلي ضد الجنوب اللبناني وخاصة بشأن تحليق الطيران الحربي الصهيوني في الأجواء اللبنانية. وقد جاء التصعيد الاسرائيلي اثر تدمير المقاومة اللبنانية لدبابة اسرائيلية تسربت الى المناطق اللبنانية المحرّرة، وفي أجواء من التوتّر تفرضها الحكومة الإسرائيلية على المنطقة عموما. ولا يبدو أن شارون يكتفي حتى الآن بتقويض ما تم الاتفاق عليه مع الجانب الفلسطيني بل إنه يعمل على جعل المنطقة تعيش حالة من الانتظار، وهو الذي قرّر أن يشكّل وجود وحدود الكيان الذي يرأس حكومته، طبقا لرؤيته الصهيونية للصراع مع العرب. واليوم يحاول شارون التحرك على الجبهة اللبنانية، ويرغب في مزيد تأكيد الأمر الواقع على الجبهة السورية، بعد أن أطبق السيطرة على كل الأراضي الفلسطينية وجعل كل البيوت الفلسطينية وكل الفلسطينيين، في مرمى دباباته وبنادق جنوده. وعلى الجنوب اللبناني، لا يستسيغ شارون حتى الآن، الانسحاب المهين لقوات الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب اللبناني، تحت جنح الظلام، ولذلك يعمل باستمرار على خرق الأجواء اللبنانية، واستفزاز المقاومة اللبنانية، وهو يريد من خلال ذلك إيهام العالم، بأن الجنوب اللبناني يمثل خطرا، وأن المقاومة اللبنانية تنفذ أوامر أجنبية عن لبنان وأنها في حاجة بالتالي، لمثل الردع الذي يلوّح به... أما على الجبهة السورية، فإن شارون، أعلن وفي ردّه على عرض سوري، باستئناف المفاوضات، تكثيف الاستيطان في الجولان المحتل. وفي الوقت الذي يتحدث فيه رئيس هذا الكيان، موشي كاتساف عن دعوة للرئيس بشار الأسد لزيارة فلسطينالمحتلة وهم يطلقون بذلك بالون اختبار، كما يحاولون الايحاء للرأي العام الغربي، بأنهم يتمسكون بتحقيق السلام مع سوريا عبر التفاوض بدون شروط مسبقة... في هذا الوقت يعلن شارون، أن المفاوضات مع سوريا تعني ضياع الجولان، مؤكدا أنه لن يسمح بحدوث ذلك، وقد فُسّر المغزى الأساسي من الدعوة لزيارة فلسطينالمحتلة، ورفض الانسحاب من الجولان في نفس الوقت، بأنه تفاوض من أجل التفاوض، ومن أجل تنفيذ املاءات اسرائيل. وذلك ما يريده شارون من أي تماس مع العرب، فهو يرى أن أي علاقة يمكن أن تربط بين الطرفين لا ينبغي أن تتجاوز، قبول العرب «بالسلام الإسرائيلي» الذي حدّد شارون ملامحه، سواء في فلسطين، وخاصة عبر الجدار الفاصل، وكذلك تجاه سوريا، التي يعرض عليها التفاوض من أجل التفاوض فقط، متجاهلا احتلال وضم هضبة الجولان... وتجاه لبنان، وحتى مصر والسعودية والعراق ذلك هو السلام الاسرائيلي المعروض على العرب، في هذه المرحلة الحرجة من تاريخهم التي يستغلها شارون في سباق ضد الزمن لفرض «سلام» يضمن ويؤكد تفوّق إسرائيل، على العرب مجتمعين.