لئن مثل يوم 17 من ديسمبر 2010 انطلاق الثورة بامتياز في تونس فان تاريخ 14 جانفي من ذات العام يبقى دون منازع لحظة فارقة في تاريخ البلاد خاصة بسقوط النظام الذي حكم الناس و فقر الجهات وهمش. «الشروق» خرجت للشارع بجهة بنزرت وتحدثت إلى الأهالي هناك حول ما بقى في الذاكرة من هذا اليوم و طبيعة رؤية استكمال مهام الثورة وطرح المطالب الشعبية التي رافقها شعار «ديقاج» قطعا مع الماضي بكل تجلياته ولاسيما منها عبر بناء علاقة تفاعلية بين الحاكم والمحكوم بعيدا عن منطق التسلط. الشاب « «ايمن بن طيبة» متخرج اختصاص تجارة عالمية (معطل عن العمل): «قلب سدة الحكم» «يبقى تاريخ 14 من جانفي بالنسبة للبلاد التونسية دون منازع تلك اللحظة الفارقة غيّرت الحكم وأسست للإرادة الشعبية رفضا للظلم و القهر والتهميش ومع عدم استكمال مهام الثورة التي رفعت عددا من المطالب الاجتماعية فان من ابرز التدابير وعي التونسي في الفترة الحالية بمفاهيم الحرية و تعديل السلوكيات بعيدا عن الفوضى. الشاب طارق بن عيسى (موظف): «مشهد الخبزة و العصفور ...و استفهامات» «مع رمزية أحداث يوم 14 جانفي ولاسيما انطلاق مرحلة تاريخية جديدة في تونس فان من ابرز المشاهد التي بقيت عالقة بالبال مشهد كل من الرجل الذي يمسك بخبزة وكانه يمسك ببندقية وكذلك القفص الذي فتح لتحرير عصفور وهي من اللحظات التي عبرت بالمناسبة بطريقة بسيطة لكنها جميلة عن توق التونسي إلى الحرية والكرامة .... ومع اعتباري أن حكومة الباجي قايد السبسي لم تكن ثورية ولاسيما في مستوى مسألة القطع مع الماضي فإن ثورة 14 جانفي لم تحقق مهامها إلى حد الساعة كما تبقى الاستفهامات كبرى مع انتظار ما ستذهب إليه الحكومة الجديدة من اختيارات وبرمجة تحقيقا بقدر مرتقب لأهداف مثل هذا التحرك الشعبي المفصلي .....» السيد عثمان دلاعي ( مقيم بالخارج ): «لحظة للتغيير الحقيقي.... والعمل» «يوم 14 يبقى من المحطات التي لا يمكن ان تمحى من ذاكرة التونسيين وانأ مع بعد المسافات حيث أقيم كمهاجر تونسي في إحدى بلدان الخليج العربي فقد عايشت ذات اللحظات من الفرح والغبطة خاصة بعد ان عبر الحراك الشعبي بكلمة متحررة في ذات التأريخ عن الرغبة في القطع والبناء للتغيير الحقيقي . ومع تواضع الانجازات الاجتماعية مع فترة الحكومة المتخلية فانه بدخول البلاد الى الحكم الشرعي يبقى المواطن الشريك الضروري خاصة انه والى جانب التزام هذه الحكومة بالشفافية وبما نادى به الشعب من شواغل بعضها عاجل يرتقب كذلك تعديل السلوك والعقليات و ذلك بإيقاف عجلة الاعتصامات التي طالت عديد القطاعات و كذلك التخلي عن التداين و الانكباب على العمل للتأسيس الفعلي لتونسالجديدة ...» السيد حامد العجمي (متقاعد): «تهاوي النظام ...وهاجس الاستقرار» «هروب المخلوع وتهاوي بسرعة نظام حكم الشعب بآلة الاستبداد لعقود بعد ان عبر المواطنون في كل شبر من تونس في ذلك اليوم في مظاهرات عفوية و بارادة قوية عن كبرى مطالبه في القطع مع الماضي أبرز المشاهد التي لايمكن ان تسقط من الذاكرة التونسية ... السيد محمد بن غريب ( موظف ): «مفاجأة سارة لشعب قوي على مر التاريخ» « الحوادث المسجلة بتاريخ 14جانفي تبقى من المؤشرات الهامة لبيان حقيقة الشعب التونسي القوي وصاحب الارادة الحديدية الطموحة على مر التاريخ ... ولكن مع أهمية الحنكة السياسية التي لا يمكن لاحد نكرنها من وجهة نظري للسيد الباجي القايد السبسي خلال المرحلة الانتقالية الفارطة و تراوح أوجه الأداء السياسي خلال ذات الفترة المذكورة مابين الايجابي والسلبي فإن على النخب السياسية اليوم توضيح خطابها السيد محجوب الهيشري (عاطل عن العمل ): «القناصة على الأسطح ....والخروج من الضبابية» «مع اقتراب وصف سقوط نظام الرئيس المخلوع بالمعجزة أمام صمامة الحصانة التي اطبقت على الرئاسة زمن بن علي فإن حال الانفلات الأمني وانتشار ما عُرف بالقناصة على الأسطح ابرز المشاهد التي ماتزال عالقة بالبال من تلك الفترة علاوة على الاستعدادات الأولية لحراسة الاحياء الشعبية.. وإنه مع عدم استكمال الثورة لأهدافها وحال الضبابية التي تميز عمل الحكومة الحالية وتواتر موجة الاعتصامات رغم الهدنة التي تم اطلاقها وحال الغلق التدريجي للمعامل فان من المطالب التي عليها ان تطرح بجدية التشغيل....» الشاب سيف الدين بن عيسى (طالب): «خطوة الانتقال نحو ديمقراطية الحكم» «أبرز ما يمكن ما وصف به يوم 14 جانفي انه يبقى من المؤشرات التاريخية على رغبة الشعب الدفينة في القطع مع أسلوب الحكم الماضي نحو ديمقراطية النظام الذي سيختاره بنفسه ... وككل مواطن تونسي من ابرز الذكريات التي مازالت احتفظ بها ذلك الحراك الشعبي الذي شمل الشوارع في كل جهات البلاد ... ومع عدم إيلاء أهمية كبرى الشواغل التي عبر عنها أبناء الشعب خلال فترة الحكومة التي أعقبت سقوط النظام فانه يبقى من المسائل الحارقة التي تنتظر التحقيق بشكل واضح بعد الانتخابات الاخيرة فتح الملفات العاجلة الا وهي الأمن والبطالة ..» الشاب بشير الضيفي (تلميذ ): حركة «ديقاج» أمام وزارة الداخلية ... والشباب «مشهد لايمكن ان يسقط من ذاكرة أي تونسي هو تلك اللحمة التي يقشعر لرؤيتها البدن لآلاف التونسيين من مختلف الجهات وممثلين لمعظم التيارات الفكرية والسياسية يوم 14 جانفي أمام مقر وزارة الداخلية حيث عبروا في حركات بسيطة مفعمة بعبارة «ديقاج» الشهيرة لمن فقر الشعب و همش الجهات بعد ان استغل مساحيق التنمية المزعومة ومطية الاهتمام الصوري بشواغل فئة الشباب المعطل ... الشاب الشريف المقديش (متخرج اختصاص إجازة تطبيقية في الهندسة الكهربائية معطل عن العمل ): «تفكيك «مافية» الطرابلسية و التجمع.. والاعتصامات» «مع تاريخية الحوادث المسجلة يوم 14 جانفي كنقطة مفصلية لم تكن بالمتوقعة من اي احد فقد عبرت مع هذا في رمزية الحوادث المسجلة بالمناسبة بصورة جلية عن رغبة الشعب في الانعتاق ومن ثمة كانت أولى المشاهد في سقوط النظام وتفكيك على التوالي كل من «مافية» الطرابلسية والتجمع التي نهبت أبناء الشعب على امتداد الفترة السابقة لهذا التاريخ ...