أعلن مساء أوّل أمس في احتفال بأحد نزل ضاحية قمرت بالعاصمة عن إطلاق مشروع جديد يحمل اسم «منتدى الشرق» وسط حضور رئيس الجمهورية محمد منصف المرزوقي وعدد من أعضاء الحكومة ونوّاب المجلس التأسيسي وراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة وبعض الشخصيات السياسية والفكرية العربية. وقال وضاح خنفر، رئيس اللجنة التحضيرية للمنتدى والمدير السابق لشبكة الجزيرة، “منتدى الشرق ملتزم بروح الثورة متطلع الى المستقبل. منتدى الشرق ليس لإدارة الصراع بين القوى، وليس بدعم دولة على أخرى ولا منهج على آخر ولا حزب ولا إيديولوجيا لأن المستقبل أكبر من أن يحتكره أحد”. وأضاف خنفر أن المنتدى سيكون مفتوحا لكل القوى السياسية والفكرية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال والإعلام في العالم العربي. وعن أهداف هذا المنتدى، صرّح وحيد عبد المجيد، عضو مجلس الشعب المصري ورئيس مركز الاهرام وأحد مؤسسي المنتدى، للمشهد التونسي «هذه المرحلة تتطلب عملا مشتركا على المستوى الفكري وتبادل التجارب والخبرات والمشاريع بين النخب السياسية والاقتصادية العربية. وهذا المنتدى سيسعى إلى تحقيق التواصل بين هذه الخبرات في لحظة تاريخية فارقة من أجل بناء مستقبل مستقر سياسيا ومزدهر اقتصاديا». وتحدث رئيس الجمهورية في كلمته عن الثورات العربية وعن ضرورة العمل لإنجاحها لأن «الطريق محفوف بالمخاطر» على حد تعبيره. كما عبّر المرزوقي عن أسفه لمحاولات إفشال الثورات العربية عبر تأجيج الصراعات المذهبية والإيديولوجية والطائفية. وأضاف «إنه لمن المؤسف أن نشاهد الثورة السورية مثلا قد تشرذمت وتعسكرت وتطيّفت». وقال المرزوقي إنه «غير منشغل بالتجاذبات السياسية والمخاض التي تعيشه الساحة السياسية التونسية بقدر إنبهاره بالحركية والديناميكية الموجودة لدى المجتمع التونسي التي تنبئ بولادة مجتمع جديد وبقدرة هذا الشعب على الخلق والإبداع». وأقيمت أمس الجمعة بأحد نزل الضاحية الشماليّة الندوة الثانية للمنتدى تحت عنوان «الإسلام والدولة الحديثة» شارك فيها ثلة من المفكرين أمثال فهمي هويدي وأبو يعرب المرزوقي وبشير نافع وعدد من السياسيين التونسيين.