الدورة 15 من أيام قرطاج المسرحية لم تخل من نقائص وانتقاد بعض المسرحيين لإدارة المهرجان وبالتحديد للجنة الانتقاء موجهين لها تهمة الاقصاء المتعمّد وغير المبرر. مجموعة من الأعمال المسرحية تم رفضها في حين أبقت لجنة الانتقاء على 53 عملا مسرحيا تونسيا في الدورة 15 من أيام قرطاج المسرحية التي انطلقت يوم 6 جانفي. اقصاء متعمّد الإقصاء والفوضى وعدم التنظيم صفات لم تتخلص منها هذه الدورة من أيام قرطاج المسرحية. يقول الممثل المسرحي جمال ساسي الذي تم رفض عمله المسرحي «قمرة 14» (نص فاتن الخميري، تمثيل فتحي بوسهيل وتوظيف محمد صالح الورتاني واخراج جمال ساسي) انه قدّم ملفه في الآجال المحددة وعلم بعدم قبول عمله يوم الندوة الصحفية الخاصة بالمهرجان وفي سؤاله لمدير المهرجان عن سبب رفض ملفه، أجابه بأنه سيعلمه في وقت لاحق لكن يقول صاحب العمل أنه الى حد الآن لم يصله أي تفسير حول رفض مسرحيته. وأضاف جمال ساسي أنه كان من المفروض ان يحترم وحيد السعفي أخلاقيات المهنة وأن يعلم أصحاب الأعمال المرفوضة حتى يبرمجوا مسرحياتهم في عروض على هامش المهرجان «حتى لا يكونوا مستهلكين فقط». على حد تعبير صاحب مسرحية «قمرة 14». وما يعيبه جمال ساسي على لجنة الانتقاء أنها لم تشاهد جل الاعمال المقترحة فهي اكتفت بالأعمال التي تم عرضها في المهرجانات الصيفية. ويتساءل جمال ساسي عن المقاييس والمعايير التي تم من خلالها اختيار العروض المشاركة في المهرجان خاصة وانه لاحظ خلال هذه الدورة عرض مسرحيات لا ترتق الى مستوى الحدث وهي أقل قيمة من عملة على حد تصريحه، مضيفا أن هذه الأعمال تعود الى سنوات السبعينات، مسرحيات جوفاء وأعمال للأطفال مبرمجة للكهول... فوضى وعدم تنظيم وأخطاء... يضيف جمال ساسي وحول لامركزية المهرجان يقول «هذا ليس بالجديد على أيام قرطاج المسرحية وإنما عشنا ذلك سنة 1995». صاحب «قمرة 14» الذي تم اقصاء عمله وللمرة الثانية يقول «أطرح السؤال على وزارة الثقافة لماذا هذا الاقصاء؟!» مضيفا أنه اقصاء متعمّد فهو ليس متطفلا على المهنة ومن حقه ان يكون متواجدا بين زملائه... على حد تعبيره. أعمال ليست في المستوى المسرحي حمادي الوهايبي يقول من جانبه أنه هناك أعمال تم برمجتها في حين انها لا ترتق الى المستوى المطلوب. مضيفا ان اللجان الاستشارية تخطئ وتصيب لذلك يجب أن نقبل السلب والايجاب على حد تصريحه، مؤكدا انه من حق المسرحيين الذين تم رفض أعمالهم ان يحتجّوا لكن لابد من الابتعاد كل البعد عن المنحى السياسي حتى لا تأخذ هذه الاحتجاجات البعد السياسي. وأضاف الوهايبي انه كان بالامكان تعيين مندوبين للجهات وبعض الاعلاميين والمسرحيين المحترمين يتم تكليفهم باختيار العروض التي تستحق ان تشارك في أيام قرطاج المسرحية. ومن جانب آخر تحدّث الورهايبي عن اشكالية اختيار 5 جهات فقط لاحتضان بعض العروض المسرحية في حين تم تغييب سيدي بوزيد والقيروان والقصرين وبعض الولايات الأخرى التي تملك مسارح عريقة... وأعاب حمادي الوهايبي على ادارة المهرجان هذا التغييب. المسرحية منيرة الزكراوي تقول ان هذا التذمر وهذه الاحتجاجات من طرف بعض المسرحيين الذين تم رفض أعمالهم هو أمر صحي وذاك هو قانون اللعبة على حد تعبيرها أعمال مرفوضة وأخرى مقبولة. ومن المسرحيات الاخرى التي تم رفضها في أيام قرطاج المسرحية «ليلة الغفلة» للمسرح الوطني وبررت اللجنة هذا الرفض بقبولها مسرحية صلاح مصدّق. كذلك رفض عمل وحيد الكوكي «وقالت الصحراء» غير أن اللجنة أكدت لصاحب العمل أنها لم تتسلم ملفه أصلا. أسدل الستار أمس على الدورة 15 من أيام قرطاج المسرحية ومثل الدورات السابقة توفرت الايجابيات مثلما تعددت السلبيات.