أسدل الستار مساء الأحد 14 مارس على فعاليات مهرجان المسرح الحديث بالقيروان في دورته السابعة عشرة. حفل الاختتام تم خلاله تكريم ثلة من الفنانين المسرحيين من بينهم نعيمة الجاني وتوزيع شهائد التربص في فن الممثل قبل حضور عشاق المسرح مسرحية مراد الرابع لشركة المسرح الشامل بصفاقس. دورة المهرجان المتميزة هذا العام والتي امتدت على أربعة أيام عوض أسبوع كما جرت العادة، تضمنت 6 مسرحيات وتربصا في الممثل فنّ ومجلس مسرحي بمثابة حلقة نقاش تناولت موضوع الارتجال بين التأليف والتداعي. كما ساهم المهرجان الذي يهدف الى اكتشاف المواهب ورصد أهم الأعمال الإبداعية وتقديمها للجمهور بشكل فاعل منذ تأسيسه في التأسيس لعلاقة متينة ثلاثية الأبعاد بين الفنان والركح والجمهور. وهو ما نجحت دورة هذا العام في تحقيقه الى حد كبير. اختتام المهرجان لم يوقف «تسونامي» الجدل الذي احتدم قبل الانطلاق وتواصل الى ما بعد الاختتام عبر عديد المنابر الإعلامية سيما الافتراضية تراشق خلالها بعض الأطراف بعبارات اللوم والشكر والتقصير والمبالغة والمديح والذم و«كل اناء بما فيه يرشح». للحديث عن الإضافة التي حققتها الدورة والنجاح المؤكد وأيضا المؤاخذات التي تشنها طائفة من أسرة المهرجان والمسرح «الشروق» اتصلت بعدد من أهل الذكر في لقاء الصراحة والموضوعية. المهدوي: دورة بلا «وجوه» الممثلة فاتحة المهدوي تعد من أوائل المؤسسين لمهرجان المسرح الحديث. وعن دورة هذا العام أكدت المهدوي وهي تمسك بقارورة ماء اقتنها من محل مجاور لدار الثقافة لانها لم تجدها داخل القاعة، أكدت ان حفل الافتتاح وما رافقه من غياب جماهيري لم يعط للمهرجان وجهه الذي يجب ان يكون عليه مؤكدة ان سبب ذلك هو غياب عديد الوجوه المسرحية عن الحفل. واكدت الممثلة التي أدلت بتصريحات نارية الى احدى القنوات التلفزية ان مهرجان المسرح الحديث أصبح في النزع الأخير. الشفرة: لا لتتبع الزلات ان الاستاذ الجامعي والمسرحي المنذر الشفرة دعا من جهته الى النظر في النصف الملآن من الكاس واكد وجود اشياء جميلة تذكر فتشكر للمهرجان مشددا على عدم تتبع العورات ورصد النقائص واهمال الايجابيات مؤكدا انه بالإمكان خير مما كان. الوهايبي: لا للإقصاء الأستاذ المسرحي حمادي الوهايبي هو مؤسس مهرجان المسرح الحديث والذي أسالت تصريحاته الحبر الكثير وخصوصا منه الأحمر، اكد ان إبداء الرأي لا يجب ان يعتبر «تنبيرا» مبينا انه قدم وجهة نظره بوضوح وقدم مقترحا بخصوص المجلس المسرحي من حيث التسمية والمضمون ومكان العرض وسبب إلغاء الندوة التي اعتاد المهرجان تقديمها كركن قار. وعن رايه الفني في الدورة الحالية للمهرجان اكد الوهايبي ان المهرجان آن له أن يتطور ويحافظ على تألقه وهو ما لم يتحقق بالشكل المطلوب حسب رايه مضيفا انه عادي وليس فيه جديد وافتقد الى الندوة الفكرية والى أساتذة المسرح وبعض العروض القيروانية التي كانت من الفقرات القارة. النقاطي: نجحنا...نجحنا من جانبه نفى المسرحي عادل النقاطي الذي انتخب لرئاسة دورة المهرجان هذا العام ان يكون مستوى المهرجان قد تراجع مؤكدا ان دورة هذا العام كانت متميزة وتتوفر على الجديد شكلا ومضمونا. واكد النقاطي ان هيئة المهرجان سعت الى تقريب اكثر ما يمكن من الاعمال المسرحية على الساحة الوطنية تحقيقا للإفادة عوض إعادة عرض ما سبق عرضه بالقيروان من أعمال «محلية». اما عن الحضور الجماهيري فاكد النقاطي ان فقرات المهرجان لم تخل من الحضور الجماهيري الذي استفاد من العروض وخصوصا من النقاشات التي أعقبت مختلف العروض في حوار مباشر مع أصحاب العمل. ومن المؤكد ان الخلاف مدعو الى إثراء الحدث بالإضافة فيه والحواربين مختلف الأطراف دون الدخول في متاهات الانقسام والاستفادة من مختلف الآراء سيما من الخبرات. ولا يعني ان يستغل المؤسس صورته المعنوية للتقزيم والتقليل من شان المجهود الانساني كما لا يحق لمن يمسك بالإدارة أن يكون بيده الأمر كله وله اليد الطولى في العبث بالمكتسبات خاصة عندما يتعلق الامر بالثقافة التي هي تنتحب أصلا في القيروان عاصمة الثقافة.