بمناسبة مرور 60 عاما على اندلاع الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي 18 جانفي 1952 احتضن قصر المؤتمرات بالعاصمة عشية الاربعاء تظاهرة جماهيرية. التظاهرة نظمها الحزب الدستوري الجديد وحضرها عدد كبير من المناضلين والشخصيات الوطنية مثل محمد الصياح وأحمد بن صالح ورشيد صفر وعبد الوهاب الهاني فضلا عن مجموعة كبيرة من المعتمدين وأعضاء مجلس النواب وأعضاء اللجنة المركزية السابقين والمقاومين والاطارات الدستورية المناضلة. الزعيم في الموعد منذ اللحظة الاولى عرف الفنان رجاء فرحات كيف يتفاعل تلقائيا مع الجمهور الغفير الذي غصت به القاعة عندما تقمص بكل أريحية وحرفية شخصية الزعيم الحبيب بورقيبة الذي كان الحاضر / الغائب في التظاهرة حيث تحولت تلك اللحظة الى مناسبة للحنين والذكريات واستحضار ما قام به هذا الزعيم من اجل الوقوف في وجه المستعمر وإعلان الثورة ضد الطغيان والجبروت في 18 جانفي 1952 الى أن نالت تونس استقلالها الداخلي في 1955 وبعده بعام الاستقلال التام بفضل تضحيات الآلاف من الشهداء وعلى رأسهم فرحات حشاد والهادي شاكر رحمهما ا&. الوحدة أولا وفي أجواء مشحونة بالحنين والفخر والاعتزاز بنضالات أبناء تونس ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم تواصلت التظاهرة بمداخلة أولى لرئيس الحزب الدستوري الجديد الاستاذ احمد منصور أعقبتها قراءات شعرية ومداخلات عن دلالات الاحتفال بذكرى 18 جانفي 1952. أما الاستاذ أحمد بن صالح فلم يشأ ان يفوت الفرصة على نفسه متوجها بكلامه الى الأسرة الدستورية قاطبة حاثا مناضليها على تجنب الفرقة والسعي إلى الوحدة مهما كانت الصعوبات والتضحيات وقد تجاوب معه الجمهور أكثر من مرة عندما أعاد على مسامعهم القولة المشهورة: «ولا عاش في تونس من خانها». تخللت التظاهرة الاحتفالية بعض المشاحنات والتدخلات العفوية من قبل بعض الدستوريين الغيورين على رصيدهم النضالي العريق لكنها كانت تصب في النهاية في باب الدعوة الصادقة الى لم الشمل وإعادة ترتيب البيت الدستوري حتى أن أحدهم لم يتردد في ترديد «راجعون راجعون راجعون» على مسامع الحاضرين داعيا الجميع زعماء ومناضلين الى التفكير في المستقبل والعودة بقوة الى ساحة الفعل السياسي دون خوف أو وجل. كما تطوع بعضهم بالقاء قصائد وطنية نارية في محاولة منه لتحريك السواكن ودفع المتردّدين الى توديع عقلية الاستكانة والمساهمة في بناء تونسالجديدة من موقع القوة لا الضعف وبعيدا عن المزايدات والشعارات وبالتعاون والتنسيق مع جميع القوى الوطنية والأحزاب السياسية ومكوّنات المجتمع المدني في انتظار توحيد الصفوف من جديد.