يبدو أن الجامعة العربية تتجه إلى تمديد فترة البعثة العربية إلى سوريا شهرا اخر للتحقق من مدى التزام دمشق ببنود البروتوكول العربي فيما طالبت المعارضة السورية في الخارج المنتظم العربي ب «تدويل فوري» للملف السوري وفرض حصار جوي على سوريا. وأوردت مصادر ديبلوماسية متطابقة أن نية الجامعة العربية تصب حاليا في اتجاه التمديد للبعثة العربية برئاسة الفريق مصطفى الدابي مع تطعيم البعثة بعدد من المراقبين المدربين على يد مشرفين من الأممالمتحدة. تمديد وتهديد وأشارت إلى أن دمشق لا ترى مانعا مبدئيا في التمديد طالما أنه لا يكون بمقتضى توسيع لصلاحيات البعثة ومنحها الحق في دخول مناطق عسكرية سورية. وأضافت أن دمشق تريد فعلا الاستفادة من المراقبين العرب ومن وجودهم الميداني على التراب السوري والذي قد يعطي صورة مغايرة للصورة الإعلامية التي تقدمها وسائل الإعلام المغرضة. وإلى حين استصدار قرار عربي بالتمديد من عدمه , يضع المجلس السوري المعارض كافة أوراقه السياسية في تقرير البعثة العربية إلى سوريا خاصة عقب تشديد موسكو بأن مجلس الأمن لن يصدر قرارا بإدانة أو ضرب دمشق. ويرى مجلس معارضة الخارج أن على الجامعة العربية نقل الملف السوري إلى الأممالمتحدة لإنشاء منطقة عازلة وفرض حظر جوي مؤكدا على ضرورة أن يتضمن تقرير المراقبين إشارة إلى أن ما يرتكبه الأمن السوري في حق المتظاهرين يرقى إلى «جرائم الحرب» و«جرائم الإبادة» , وفق زعمه. ويعتبر المجلس برئاسة برهان غليون أن من شأن هذه الخطوة العربية أن تعطي دفعة جديدة للعمل الدولي ضد سوريا وأن يشكل عنصر إلزام يمنع النظام من الاستمرار في «قتل المدنيين» حسب ادعائه وتترتب عليها عقوبات رادعة ضد النظام السوري. دعوة وفي ذات السياق المحرّض على دمشق , دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس الجامعة العربية إلى نشر تقرير مراقبيها في سوريا. واعتبرت المنظمة في رسالة مفتوحة موجهة إلى الجامعة العربية ووزراء الخارجية العرب أنه على الجامعة العربية أن تنشر بشكل علني التقرير النهائي لبعثتها للمراقبين العرب في سوريا بكامله. كما حثت المنتظم العربي إلى على مطالبة مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات محددة الأهداف لوقف أعمال «القتل المستمرة» في سوريا. وزعمت أنه على الجامعة العربية أن تعترف علنا بأن سوريا لم تحترم خطة الجامعة العربية. ومن المقرر أن يقدم رئيس البعثة العربية إلى سوريا مصطفى الدابي غدا الأحد تقريرا حاسما لمواصلة مهمته في سوريا والتي تواجه انتقادات متزايدة لعجزها عن وقف العنف.