التنشئة الاجتماعية تمر عبر جملة من القنوات منذ مرحلة الطفولة الى حدود سن متقدمة. وجملة هذه القنوات الثقافية والتربوية من شأنها صقل مواهب الطفل وتنمية ملكته وهذا ما تفتقر له معتمدية العلا. يؤكد المربون والأخصائيون على أهمية النوادي الثقافية في حياة الطفل ونشأته باعتبارها اللبنة الأولى في صقل موهبته وتنميتها واستكشاف الحالات التي تتطلب علاجا وتقويما. لكن ما نلاحظه في معتمدية العلا منذ سنوات هو الغياب شبه التام للنوادي والأنشطة الثقافية الموجهة للطفل بالجهة وخصوصا بالمناطق الريفية رغم محاولات بعض مديري دور الشباب والثقافة توفير الجو التنشيطي الملائم. وهذا ما أدى الى عزوف العديد من الأطفال و التلاميذ والمراهقين وفسح المجال أمامهم الى اللجوء الى الألعاب الخطرة والتسكع وارتياد المقاهي وممارسة سلوكات الكبار وما يمثله ذلك من مخاطر جمة وتردي المستوى الأخلاقي والتربوي وما نلاحظه بين الفينة والأخرى من بذاءة على مستوى السلوكات وانحراف يؤكده الاخصائيون. احتفت جميع المعتمديات بالعيد الوطني للطفولة. وتم تشريك عديد نوادي الطفولة التابعين لعديد المعتمديات، ما عدا جهة العلا. ونتيجة لذلك أصبح الطفل في العلا معدوم الموهبة منذ الصغر فالأنشطة التي كانت بارزة في فترة من الفترات وخاصة أول التسعينات مثل الموسيقى والمسرح والشعر والرسم والنوادي الرياضية بمختلف اختصاصاتها حسب المتابعين، أصبحت شبه غائبة بالعلا. رغم ان الجهة تزخر بعديد الطاقات الشابة والمواهب الفذة التي تحتاج فقط الى فضاءات تأطير وتهذيب وصقل. والدليل على ذلك كل الجوائز التي يحصل عليها الأطفال في عديد المسابقات منها مسابقات حفظ القرآن الكريم. ذلك من أجل ضمان مستقبل اكثر إشراقا لشباب الجهة وتكوينهم جسديا وفنيا أخلاقيا وروحيا. خاصة وان هذه المعتمدية المهمشة عبر التاريخ محرومة من عديد المرافق الضرورية والحيوية وذلك في ظل غياب مركز تكوين مهني يضمن للتلاميذ حرفة عند انقطاعه المبكر عن الدراسة. كما عبر بعض الأولياء والمربين عن انزعاجهم من تهميش أطفالهم و إقصائهم في مرحلة مبكرة من عمرهم من كل ما هو ترفيهي وتنشيطي. وقال منير انه اضطر الى التنقل الى حفوز ليتمكن ابنه من مواصلة التدرب والنشاط بنادي تايكواندو. الطفل يبحث عن الترفيه النقائص بالجملة وعديد الأولياء والمربين يحملون الاطار المشرف المسؤولية. وأشار عامر مسعودي الى النقائص التي تشكو منها الروضة التابعة للتضامن الاجتماعي «الأنس». وعدم توفر نوادي تنشيط كافية إضافة الى نقص في المعدات والتجهيزات. كما طالبوا أيضا بضرورة توسيع الروضة والاهتمام أكثر بها وتحسين وضعية دار ‹الشعب ‹› التي ظلت لسنوات خالية من أي نشاط ثقافي وترفيهي ويذكر هنا بعض الأطفال كيف كان يتم منعهم من الدخول وإخراجهم عنوة أحيانا من أجل الترفيه فيضطرون الى التسكع في الشوارع و بالتالي موت و دفن كل موهبة و هواية. عديد الأولياء قاموا بنداء استغاثة من أجل إنقاذ أطفالهم وأطفال كل الجهة والهدف من ذلك هو الابتعاد عن السلوكيات والتصرفات اللاأخلاقية ومن أجل تربية جيل متخلق نافع ويبشر بكل خير وهذا لا يتم الا بضرورة توفير مناخ ثقافي سليم ومحيط تنشيطي نظيف يتوفر على كل المقومات الإيجابية التي تخول للطفل في العلا تفجير طاقاته وبالتالي استغلال أوقات فراغه على الوجه الأكمل ليكون عنصرا صالحا ومفيدا في مجتمعه بعيدا عن كل أشكال وأنواع الانحراف وتفاديا لمصير ومستقبل بعض شباب الجهة الذين انحرفوا منذ الصغر لعدة أسباب تتجاوزهم أحيانا ولا يتحملون فيه أية مسؤولية ولكي لا يعيد التاريخ نفسه.