إشاعات كثيرة تلقتها بعض المنتفعات بصندوق النفقة حول توقف عمل هذا الصندوق...هن أمهات مطلقات كابدن تخلي الأب عن واجباته الأسرية ونسيانه لمسؤوليته. «الشروق» حاولت فتح ملف صندوق النفقة ومعرفة مشاكل شريحة من المجتمع هن نساء متشبثات بإعالة أبنائهن وتنشئتهم وحسن رعايتهم رغم استقالة الأب وتناسيه أنه أنجب وتزوج ذات يوم...مشاكل الصندوق انطلقت قبل سنوات...لكن أيام الثورة حملت هاجسا وإشاعات جديدة تهدد بنهاية مهام هذا الصندوق...وإقفاله!! بداية الحديث كانت مع السيدة ريم سريكو هي مطلقة ووالدة لطفل يبلغ 13 سنة حكاية ريم هي حكاية من تحولت حياتها من أيام العز إلى أيام تحمل أعباء الحياة... قدمت ريم من الخارج محملة بمشاريع فتزوجت وانجبت طفلا لكن سرعان ما وجدت أن شريك عمرها قد حول ممتلكاتها المشتركة والمنزل الذي عملا على اقتنائه إلى ملكية فردية ثم حدث الطلاق. كانت ريم تطمئن نفسها بأن النفقة ستكفيها وستمكنها من المساعدة على إعالة ابنها لكن الطليق اختفى وتكفل صندوق النفقة بتغطية هذه المصاريف. أما نجاة وهي تقطن بالمروج ووالدة لأربعة أطفال فهي مهددة هذه الأيام بطردها من المنزل الذي اكترته بعد أن عجزت عن سداد مصاريف فواتير الماء والكهرباء والكراء.. حالات إنسانية كثيرة حصلت على معلوماتها «الشروق»... هن سيدات لا يستطعن إعالة أنفسهن وأبنائهن ومع توقف النفقة زاد طين تعاستهن وعوزهن بلة. بعضهن يعشن بالاعانات التي تصلهن من الأقارب ومن فاعلي الخير...وأخريات يتذوقن يوميا مرارة الخصاصة والحرمان...لا سيما لمن حاولت صون شرفها وعرضها... منح ضائعة تقول ريم إنه ومنذ بضعة سنوات أصبحت النفقة لا تقدم إلا في ثمانية أشهر خلال السنة...لتبقى المطلقات دون نفقة طيلة أربعة أشهر... وتتكبد السيدات معاناة القيام بترتيبات إدارية جديدة وتقديم شكوى كل شهر تكلف 15 دينارا للحصول على النفقة!! دون احتساب مصاريف التنقل والطوابع البريدية. وتحدثت الأمهات المطلقات الباحثات عن إعالة أبنائهن عن تأخر النفقة هذا العام... حيث لم تحصل السيدات على مستحقاتهن منذ أوت 2011. فكرت هذه السيدات في إقامة جمعية لمساعدة بعضهن البعض...ولتوحيد كلمتهن... لكن ظروفهن الحياتية حالت دون إعطائهن الوقت اللازم لرفع صوتهن في المجتمع. وتقول ريم «لقد ساعد هذا الصندوق على إعانة عديد السيدات على حفظ كرامتهن... ومنهن من تخرج ابنها طبيبا وابنها الآخر من الأكاديمية بفضل نضالهن وبفضل هذه المنحة». عائلات كثيرة وقع انتشالها من براثن الفقر والخصاصة... قام هذا الصندوق بحماية الأطفال من الضياع بعد أن «ضاع» الأب ونسى أبناءه وغرق في أنانيته الحياتية. مكتسبات...وتخوف تأسس صندوق ضمان النفقة وجراية الطلاق منذ سنة 1993...ويعاقب القانون الطليق الذي لم يدفع النفقة ويعاقب كل من حكم عليه بالنفقة أو جراية الطلاق فتقاعس عمدا شهرا دون أن يدفع ما حكم به عليه بآدائه... فيعاقب بالسجن مدة تتراوح بين 3 أشهر وعام وبخطية بين مائة دينار إلى 1000 دينار وتشير شهاداتنا إلى أن جل المطلقين يختفون ويتهربون من دفع النفقة متجاهلين القانون ولئن وجدا المشرع الحل من خلال صندوق النفقة لحماية الأسرة والأطفال من تقاعس الآباء في أداء واجبهم فإن هذا الصندوق يشكو عجزا لتبقى المرأة الحلقة الأضعف. عموما حاولت «الشروق» الاتصال بمصادر من وزارة المرأة ووزارة العدل ووزارة الشؤون الاجتماعية لإيجاد أجوبة حول حقيقة الإشاعات وأسباب تأخر صرف النفقة وتقلصها إلى ثمانية أشهر...لكن الواضح أن وزارة العدل تقتصر مهامها على تلقي الشكايات...فيما لم يصل الردّ من الوزارتين المعنيتين.