ان تدب الخلافات بين الزوجين وتتصدع العلاقات الزوجية بما يجعلها غير قابلة للاستمرار امر من الممكن قبوله فالمئات من الازواج تصل بهم الامور الى طريق مسدود يصبح الحل الافضل فيه هو الطلاق لكن مالا يمكن قبوله بالمرة هو ان يدفع ثمن هذا الانفصال مضاعفا الابناء فلا يكفيهم الحرمان من دفء الاسرة لتهضم حقوقهم التي يخولها لهم القانون وخاصة النفقة وامثال هذه الحالات كثيرة نراه يوميا في مجتمعنا. حالة من الحالات التي استنجدت بنا نقلها لنا اب ملتاع يدعى محمد البريكي متقاعد عمل سابقا في وزارة الصحة مقيم بالقيروان ذاقت فلذة كبده المدعوّة حياة الامرّين في سبيل توفير لقمة عيش لابنتها التي تخلى عنها والدها وهي في بطن امها واليوم بلغت ال17 سنة ولم تتمتع بنفقة استحقتها بمقتضى حكم قضائي. أحكام لم تنفذ اصل الحكاية كما يسردها على مسامعنا السيد محمد البريكي بدات عندما تزوجت ابنته وظلت مع زوجها 9 اشهر وذلك في سنة 1992 وبعد فترة وجيزة قرر الزوج المتقاعس عن تحمّل أعباء الأسرة الطلاق وفعلا كان له ذلك رغم ان زوجته كانت حاملا ورغم ما ينص عليه القانون التونسي من حماية المراة ولحقوقها حتى بعد الطلاق الا ان ابنتي حياة حرمت من كل مستحقاتها وقد استولى زوجها على ادباشها وعريفتها ولم يمكنها من تعويض وجراية عمرية كما انه لم يمتثل لحكم النفقة الصادر في حق ابنته ويواص محدثنا مستغربا «لماذا لا يطبق القانون على طليق ابنتي فحكم النفقة الصادر في حق ابنته عمره 18 سنة وأنا تعبت من التردد على المحاكم بحثا عن حق حفيدتي ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل رغم ان والدها له امكانيات مادية جيدة فهو «صمصار» وصاحب قاعة رياضة معروفة في الساحل وفي كل مرة أحاول اقناعه بالإلتزام بدفع النفقة يقول لي «لو كان جات ولد ندفعلها حتى 300 دينار. اما مادامها طفلة ما ندفعش». اهمال عيال الوالد الملتاع عبر لنا عن خوفه على مصير الفتاة فهي تدرس بالمعهد وتجتاز البكالوريا السنة المقبلة ومصاريفها بدات تكثر يقول «النفقة المحكوم بها تقدّر ب60 دينار شهريا وهو مبلغ قليل مقارنة بوضعية والدها المادية ولكنه تقاعس ورفض الدفع ويقول دائما انه لا احد بإمكانه فعل اي شيء ضده» ويضيف محمد «ظروفنا المادية صعبة ومصاريف التقاضي كلفتني الكثير وقد تقدم بي العمر ولم أعد قادرا على تحمل عناء التنقل بين محاكم سوسة والقيروان بحثا عن حق ابنتي وحفيدتي» ويختم محدثنا بتنهيدة حارقة «استصدرت أحكاما كثيرة لم تنفذ منها حكم ابتدائي غيابي بسجنه بسبب اهمال العيال ولكن طليق ابنتي أفلت من العقوبة دون ان يفي ابنتي وابنته حقهما فهل من حل يخلصني من هذه المعاناة