عد مرور حوالي السنة من منع حركة جولان السيارات أمام مقرّ وزارة الداخلية لأسباب أمنية استعاد أمس شارع الحبيب بورقيبة حيويته من جديد كمؤشر على استتباب الأمن وعودة الحياة الى طبيعتها. منذ جانفي 2011 تم تطويق شارع الحبيب بورقيبة بالأسلاك الشائكة وتم تركيز بعض المدرّعات الى جانب تثبيت أعداد مكثفة من أعوان الأمن بمختلف أصنافهم مما يوحي بانعدام الامن وبوجود خطر محدق وبأن هناك نارا تحت الرماد. وبعد مرور كل هذه الفترة التي كان شارع الحبيب بورقيبة شاهدا فيها على مختلف الاعتداءات والاحتجاجات والمظاهرات السلمية منها وغير السلمية استعاد أمس حركيته وتنفس الصعداء فبدت الفرحة تعلو محيّا كل من استوقفناهم لنرصد انطباعاتهم وما يعنيه لهم عودة حركة الجولان أمام مقرّ وزارة الداخلية من احساس بالطمأنينة وبأن البلاد قد تجاوزت مرحلة الخطر واستعادت أمنها واستقرارها، حيث أكد السيد محمد أنه لا وجود للاستقرار السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي في غياب استقرار الأمن الذي لابد من تكاثف الجهود بين كل من المواطن وعون الأمن والحكومة لتحقيقه حتى نتجاوز هذه المحنة التي لازمتنا طيلة سنة كاملة وربما تتواصل خاصة وأن أعداء الثورة مازالوا متواجدين وأضاف أن عودة الحركة بشارع الحبيب بورقيبة وتحديدا أمام وزارة الداخلية يبعث الطمأنينة والراحة النفسية التي ودّعها المواطن منذ أواخر 2010. من جانبه عبّر السيد حمادي الطرابلسي عن سعادته باستتباب الأمن وقال أنه أصبح يتجوّل وسط العاصمة دون خوف موضحا أن المواطن في حاجة أكيدة الى رجل الأمن ولابد من المصالحة بينهما لتحقيق الاستقرار والنهوض باقتصاد البلاد الذي مازال رهين عدم استتباب الأمن. أما السيد شكري فقد أوضح ان هناك قنبلة موقوتة ستنفجر وأن عودة الجولان أمم وزارة الداخلية لا يعني استتباب الأمن بشكل نهائي لأن الاستقرار الأمني مرتبط أساسا بالاستقرار الاقتصادي الذي مازال رهين الاعتصامات واغلاق المؤسسات والاعتداءات الحاصلة بين الحين والآخر داخل البعض منها الحكومية والخاصة وبالتالي فعلى الحكومة اتخاذ الاجراءات الفورية والضرورية للحد من مثل هذه الممارسات التي أضرّت بالبلاد وجعلت المواطن يفتقر الى الأمن ويعيش حياة يسودها الخوف. وهو ما أيده صديقه رمزي الذي أكد أن الاسلاك الشائكة التي تطوّق وزارة الداخلية وغيرها من مظاهر التصدّي لعنف المواطن الذي قد يطال الوزارة لا معنى لها لأن هذا الاخير همّه الوحيد هو لقمة عيشه بعيدا عن الحسابات السياسية واستتباب الأمن بشكل نهائي سيكون بتوفير العيش الكريم للمواطن وهو ما نادت به ثورة الكرامة والحرية.