حمدنا الله على السلامة ونحن نغادر قصر الرياضة بالمنزه مساء السبت الماضي دون أضرار فما رأيناه يرتقي إلى خانة الإرهاب النفسي... لحظات عصيبة عشناها بعد توقف اللقاء وانطلاق الصواريخ النارية الطائرة مخترقة كامل الميدان لتقع في مدارج الترجي صواريخ معدة للقتل أطلقتها أياد عابثة يبدو أنها خططت لهذا السيناريو المرعب مكملة المعركة التي دارت في الصباح حول التذاكر والتي استعمل فيها العنف الجسدي. عنف قبل ضربة البداية دربي العاصمة لكرة اليد كان مستهدفا مثلما يتضح حتى قبل انطلاقته بالفوضى التي رأيناها فالمناوشات بين مثيري الشغب وأعوان الأمن كانت حاضرة قبل إعطاء ضربة البداية للقاء خارج قصر الرياضة بالمنزه وتواصلت في الداخل في ما بعد حيث حضرت العبارات السوقية وأخرج فيراج الترجي لافتات استفزازية وأوراقا تحمل عبارات مهينة ولم يشذ جمهور الإفريقي عن القاعدة وشنف أسماع الحاضرين بأهازيج سوقية وأمطر الميدان بمقذوفات متنوعة توزعت بين القوارير والقطع النقدية والملابس الشخصية ورد جمهور الترجي بالمثل. مسدسات نقطة استفهام أخرى تتعلق بالصواريخ النارية التي تم استعمالها للهجوم على مدارج الترجي فهذه الصواريخ وكما أكدته لنا بعض المصادر تطلق من مسدسات خاصة والأضرار التي يمكن أن تسببها قاتلة فكيف دخلت هذه المواد الخطرة وهل توجد نية مبتية لارتكاب فظائع في دربي العاصمة؟ الثابت أن العناصر المشاغبة كانت تخطط لاستعمالها في نهاية المباراة، لكن توقف اللعب بأمر من الأمن عجّل باطلاقها والنتيجة حالة من الهلع انتابت الجميع وركض في مختلف الاتجاهات سعيا الى الاحتماء من أية أخطار. ملابس داخلية صعد عدد من أحباء الترجي فوق السبورة الالكترونية لقصر الرياضة بالمنزه وكان بعض هؤلاء وآخرون في المدارج في حالة مخلّة بالحياء فبعد أن نزعوا أقمصتهم اختاروا البقاء بملابسهم الداخلية والتعرّي أمام بقية المتفرجين وآلات التصوير وكأنهم يريدون لفت الأنظار إليهم. في الأثناء تلقى رؤوف بن سمير المسؤول بالافريقي قارورة مياه ملآنة على الرقبة وسقط على أرضية الميدان ولئن تصوّر البعض أن بن سمير بالغ في التعبير عن حجم الاصابة فإن المعني بالأمر أكد أنه تلقى بالفعل ضربة قاضية وقد وقف المسؤول بالترجي شاكر الخنيسي على ذلك وثبت له أن صديقه بن سمير لم يكن يمثل. أهلا بكم في غزة لم تتوقف أحداث دربي العاصمة لكرة اليد على الذي جرى في قصر الرياضة بالمنزه فالمواجهات بين الأمن والعناصر المشاغبة تواصلت في الشوارع القريبة وأغلقت بعض المحال التجارية واحدى محطات التزود بالوقود أبوابها وتهاطلت الحجارة من كل حدب وصوب ونجحت وحدات التدخل في تشتيت هذه الفئات المارقة على القانون بعد أكثر من ساعة من ايقاف المباراة التي أدارها الثنائي الجريبي، ويبقى السؤال بعدها أليس أجدى العودة الى «الويكلو» مادام ضمان الأمن في القاعات قد أصبح عملية شبه مستحيلة ومادام العنف والفوضى قد تحولا إلى رياضة وطنية يتنافس فيها الشعب في كل القطاعات من السياسة الى الاقتصاد وصولا الى الرياضة. إعادة بلا جمهور ستجتمع الرابطة الوطنية مع بداية هذا الأسبوع (اليوم أو غدا) للنظر في الأحداث التي شهدتها بعض القاعات الرياضية وتتجه النية الى إعادة لقاء الترجي والافريقي يوم الاربعاء بعد القادم بلا جمهور. الرابطة ستدرس أيضا تقارير مراقبي اللقاء والحكمين للنظر في أية اجراءات أخرى لكن يستبعد أن يتم هزم الفريقين.