مصفاة النفط بالصخيرة، قد تشغل ما يفوق الألف من اليد العاملة.. والأخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام العربية تؤكد أن المشروع في طريقه للانجاز.. والصخيرة تتهيأ للحدث.. يعتبر مشروع مصفاة النفط بالصخيرة من أهم المواضيع التي ملأت الدنيا وشغلت الناس على امتداد أكثر من عشر سنوات، بين الحلم والحقيقة، والاقرار والنفي، وقد احتل ولا يزال جانبا كبيرا من اهتمام أبناء الجهة والمعتمديات والمناطق المجاورة، على اعتبار انه استثمار عملاق سيمكن انجازه من استيعاب ما يفوق الألف من اليد العاملة، علاوة على ما له من انعكاس ايجابي على الجهة والبلاد بصفة عامة اقتصاديا واجتماعيا. وكما هو معلوم، فان انجاز هذا المشروع كان قاب قوسين أوأدنى من التحقيق باستثمار قطري لولا سماسرة الأمس من المستكرشين والذين ساهموا في وأد الحلم وتعطل الانجاز، الجديد هو عودة الحديث عن المشروع في المدة الأخيرة وقد تناقلت عديد المنابر والمؤسسات الاعلامية الخبر بجدية، على اثر اتفاق حصل بين الحكومة الحالية وشركة قطر للبترول وذلك في اطار تعاون اقتصادي تونسي خليجي برؤية جديدة، وقد كان لهذا الخبر الأثر الطيب في نفوس الباحثين عن مواطن الشغل وخاصة من أصحاب الشهائد العليا، والحقيقة أن الصخيرة قد تهيأت منذ سنوات لاقامة هذا المشروع الكبير من خلال ما عرفته من نمو ملحوظ في عدد السكان، وتسوية البعض لممتلكاتهم العقارية بالعمل على اقامة مقاسم سكنية، كما أن العديد من الشباب العاطل عن العمل قد التحق بمراكز التكوين في شتى الاختصاصات الفنية ذات العلاقة المباشرة لما يتطلبه المشروع من تقنيين الا أن اليأس قد دب خلال السنوات الخمس الأخيرة في نفوس هؤلاء على اثر الاعلان عن تراجع المستثمرين بصفة فجئية، وساهم هذا الأمر في الارتفاع النسبي للبطالة باعتبار أن المؤسسات المنتصبة بالجهة لا تسمح طاقة استيعابها من انتداب ما يعادل حتى ثلث طالبي الشغل والذي تزايد من سنة الى أخرى. «الخبر السعيد» تم الاعلان عنه في البداية بقناة الجزيرة من خلال برنامج اقتصادي تضمن تأكيدا هذه المرة على ضرورة الاسراع في تحويل الحلم الى حقيقة، وصار الخبر حديث المقاهي والجلسات الخاصة والعامة بالصخيرة، ولئن اختلفت أراء البعض حول حجم تمويل المشروع وتاريخ الانطلاق في انجازه فانها اتفقت جميعا على ضرورة الاستفادة من اقامته بالجهة ليساهم بانفتاحه على المحيط في القضاء على الخصاصة، والفقر، والبطالة بالمناطق التي كانت تنعت في العهد البائد بمناطق الظل، ولم تنل من التنمية غير الوعود والشعارات التي لا تغير صورتها نحو الأفضل كما أن عديد المتساكنين يرنون من وراء اقامة هذا المشروع الى العناية بالبنية الأساسية ودعم وتطوير العمل البلدي في تحسين المدينة وايلاء النظافة العناية الفائقة واقامة عديد الفضاءات الشبابية والرياضية، وبعث مستشفى يليق بالمدينة ويعوض المؤسسة الصحية البائسة بمركز المعتمدية والتي تفتقر الى كل الاختصاصات وكل التجهيزات وكل المرافق... أحلام وأمنيات كبرت وعادت من جديد خلال الأيام الأخيرة، بعد نكسة أصابت الأهالي بسبب تراجع المستثمرين فهل ستتحقق الأحلام هذه المرة وتعرف الصخيرة قفزة تاريخية وعملاقة نحو التطور والنمو الاقتصادي والاجتماعي، موضوع سترصده الشروق وتقف على مقوماته في قادم المناسبات.