هي جهات محرومة ازدادت حرمانا مع تساقط الثلوج واحتداد موجة البرد تالة... الكاف... عين دراهم تواجه هذه الأيام الافتقار الى المواد الأساسية ونقص الأدوية إلخ... أفاد عبد الوهاب النصري رئيس جمعية انصاف الكاف للتنمية المستدامة أنه منذ مساء الاحد انطلقت موجة البرد ويوم الاثنين نزلت بعض الكميات من الثلوج بمدينة الكاف والساقية وقلعة سنان وجريصة والقصور ونبر وكانت متفاوتة وأكثرها كان بالساقية. وبخصوص أدوات التدفئة كالغاز والبنزين قال: «لم تكن متوفرة بالقدر الكافي خاصة بالساقية والقصور مما أنجر عنه طوابيرا وتزاحما لاقتنائها اضافة الى الاحتكار في الاسعار واستغلال بعض التجار لهذه الظرف وزاد الوضع سوء مع غياب فرق المراقبة الاقتصادية ما انجر عنه عجز بعض العائلات ضعيفة الدخل على الشراء منهم...وأضاف نحن كجمعية نريد خلق الاستثمار في الجهة ووضع استراتجيات واقعية وبعث مشاريع واستقطاب بعض المستثمرين ونوجه نداء للادارة بتسهيل عملهم. وأشار كذلك الى عدم مصداقية بعض الهياكل الدولية بتعلة عدم استقرار البلاد. وخلص الى القول بضرورة التعويل على مواردنا الذاتية وعدم الاتكال أو التعويل على الآخر. رسالة الى الحكومة؟ الحكومة مطالبة بالاستثمار في الجهة بأموال عمومية تحترم التوازن الجهوي وخلق فرص شغل للعاطلين عن العمل. وأضاف الى ضرورة توسيع شبكة الغاز الطبيعي لاسيما وأنه مستغل في مستوى معمل الاسمنت بأم الكليل. وأشار الى وجود نقص كبير في أدوية «القريب» بالكاف رغم تعدد الاصابات. طرقات مقطوعة وذكرت فتحية معلمي رئيسة جمعية عيون وآفاق بعين دراهم أن جميع مناطقها تعيش تحت وطأة البرد القارس من جهة ونظرا لهشاشة البنية الأساسية أزداد الأمر سوء فتزايدت الانزلاقات والانجرافات. وأوضحت أن المعتمدية استقبلت عديد المطالب في الغرض، الهدف لفت الانتباه والتأكيد على ضرورة التدخل لصيانة وتهيئة الطرقات من كثرة الحفر والمستنقعات بالطرقات والمسالك مما يعطل حركة تنقل المواطنين تماما اما للعمل أو التزود بالمواد الغذائية. وأعطت أمثلة انقطاع مسلك أولاد موسى، مسلك عديسة أولاد هلال، مسلك المعلمية، مسلك سيدي عبد الله ساحة الرماية، مسلك سوق السبت، مسلك صيد الحانوت ببوش، طريق الجردونية طريق أولاد خميسة الطراوة. وقال: معز الغريبي كاتب عام النقابة الأساسية للصحة بعين دراهم أن هناك نقص فادح في الأدوية مقابل نقص في التجهيزات في الاطار الطبي وشبه الطبي. وأضاف أن الجهة أيضا تعاني من التعتيم الاعلامي رغم قساوة الطبيعية وصعوبة المناخ. واقترح تزويد المنطقة بالغاز الطبيعي من الجزائر وتوفير المواد الأساسية بأسعار تفاضلية. قال: «أهالي خمير الذين يقطنون في المناطق الجبلية العالية همتهم أيضا عالية ويرفضون أي مساعدات على طريقة العهد البائد ويطالبون بحلول جذرية تنتشلهم من الواقع التعيس. وحول مجابهة أهالي المنطقة لبرودة الطقس الحالية قال: «صدقيني يواجهونها بالصبر فقط لأن الحطب يصل كلفته 200 دينار والغاز يباع في السوق السوداء ب15 دينارا والبنزين بدينار اللتر الواحد. وأكد أن الجهة تعاني الفقر المادي منذ سنوات وها هي اليوم تعاني من الفقر في كل مقومات الحياة. نزول الثلج استمر لمدة 18 ساعة حتى بلغ 50 صم فانجر عنه انقطاع التيار الكهربائي والماء وصعب التنقل على المزودين. تالة لمدة 3 أيام ظلت معزولة وسجلت وفاة بعض المسنين وأمام ضعف طاقة استيعاب المستشفى ونقص في الادوية وسائل التدفئة تم تدارك الوضع صباح أول أمس بالتزود بالغاز والبنزين فيما ثلاثة الأيام الماضية عاشت في ظل الافتقار للغاز والبنزين والمواد الأساسية والخبز الذي يتم جلبه من تاجروين والقلعة الخصبة والخمودة والقصرين. وأنجر عنه حالة وبائية للقريب تتطلب تتدخل عاجل خاصة وأن الأهالي يعانون من تدهور القدرة الشرائية. المقترحات وقدر مجموعة من المقترحات الآجلة والعاجلة. فبخصوص المقترحات العاجلة نرفض المساعدات بالشكل الذي يذكرنا بالعهد البائد ونقترح تركيز خلايا متابعة من الجهة وهي تتولى صياغة طرق التدخل الناجع وثانيا ضروري جدا توفير أقسام لعلاج «القريب» وأمراض البرد والأمراض الصدرية والكلي والمجاري البولية بالمستشفى المحلي بتالة. كما دعا الى ضرورة ترميم وتعويض المساكن الريفية التي تهدمت جراء الثلوج. وأضاف أنه لابد من تخصيص اعتمادات لتعويض المربين الصغار الذين فقدوا أغنامهم بسبب البرد والثلوج وبخصوص الحلول العاجلة أفاد أنه لابد من ضبط استراتيجية تنموية للمنطقة بالاستثمارات وخلق مواطن شغل وتهيئة البنية التحتية وربطها بشبكة الغاز الطبيعي الذي يمر عبر تالة ويأتي من الجزائر. وأشار الى أن دفع عجلة الاستثمار تتطلب تدخل الدولة بتهيئة الطرقات والبنية التحتية بصفة عامة لضمان استمرار مواصلة العمل وعدم اللجوء الى الغلق.