ليس الوزراء السياسيون فقط هم المستهدفون بفبركة الفيديوهات الاباحية، بل حتى الرياضيات أصبحن هدفا لمثل هذه التجاوزات اللاّ أخلاقية. اليوم نحن أمام قضية هامة قد تهز عرش الرياضة النسائية بتونس، كنا سابقا قد أشرنا الى وجود مثل هذه الأشياء في هذه الرياضة، وعن عديد المشاكل، ولكن هذه المرة القضية هزت مدينة القيروان. الحكاية انطلقت عندما رفعت احدى لاعبات الجيدو (صابرين) قضية ضد المدير الفني لجمعية مصنع التبغ بالقيروان متهمة إياه بتمزيق ملابسها في قاعة الملابس ومحاولة تصويرها وهي عارية بكاميرا وإيمانا منا بمبدأ الرأي والرأي المخالف اتصلنا بالسيد حمودة الصدفي المدير الفني لجمعية مصنع التبغ وبصابرين الضحية وبالمدرب الوطني للأواسط مكرم عياد وهو طرف أيضا في هذه القضية وللعلم فإن حمودة الصدفي هو أيضا أستاذ التربية البدنية للاعبة وهذا ما يجعل القضية أكثر خطورة. صابرين: حاولوا تصويري عارية ولكن... تقول لاعبة الجيدو صابرين في بداية حديثها: «أولا حمودة الصدفي هو أستاذي في المعهد وأسند لي «صفر» في مادته لأني لا أجاريه في حربه على بعض الرياضيين وعندما طلبت منه أن يمنحني حقي بمنحي معدّلا يخول لي النجاح رفض وتمسك برأيه، وبشهادة الجميع أنا طالبة ممتازة ولكن هذا السيد تجبر وطغى، وعندما طلب مني والدي العودة للتدريبات ذهبت كعادتي الى قاعة التدريبات فطلب مني فوزي الشيحي وهو مدرب أيضا أن أتحول الى قاعة الملابس وطلب مني تسجيل اتهامات ضد المدرب الوطني للأواسط مكرم عياد فرفضت وعندما هممت بالخروج جذبني من ملابسي فتمزق «المريول» وتعريت تماما فأمسك بي وحاول تصويري ولكني نجحت في الفرار وذهبت برفقة والدي الى مركز الأمن وقدمنا شكاية ضده. حمودة الصدفي: هذه مجرد افتراءات باختصار هي مؤامرة دنيئة ضدي من صابرين وعائلتها والمدعو مكرم عياد مدرب منتخب الأواسط وهو أيضا تآمر على الجمعية لأنها ناجحة، فمكرم عياد في خصام شخصي مع فوزي الشيحي وطلب مني طرده فرفضت لأنه لا يحق له التدخل في شؤون الجمعية، فاتفق مع صابرين على تدميري. أما بالنسبة لموضوع الصفر في مادتي التي أدرسها فهي غائبة لمدة شهرين وأعلمت الادارة بذلك. أما عن تمزيق ملابسها وتعريها فيقول «هل جننت لأفعل ذلك»، فأنا مربّ فاضل والناس تعرفني جيدا، وهذا الموضوع أزعجني كثيرا ودمر أبنائي... هل يعقل هذا؟ مكرم عياد (مدرب منتخب أواسط للجيدو) إجرام في حق الرياضة هذا اجرام بحق الرياضة ولست أدري، لماذا مازال هنا يجول ويصول في الجيدو؟ هكذا بدأ مكرم عياد مدرب منتخب الجيدو أواسط كلامه ثم أفاق «هذا السيد دمر لاعبي ولاعبات القيروان، بل تجاوز حدوده ليصور لاعبة الجيدو صابرين وهي عارية بعد أن مزق ثيابها، هل هكذا يكون المسؤولون الرياضيون والفنيون... فعلا لقد طلب من صابرين الوقوف ضدي ولكنها رفضت فدفعت الثمن غاليا كرامتها ومستقبلها لسوء الحظ هو أستاذها أيضا ومنحها صفرا في مادته، إنه الحقد تذكر عندما أحضرت منتخبي الجيدو للأكابر والأواسط للقيروان للقيام بتربص أطردنا جميعا وكتب لنا «Dégage» وأهاننا وضربنا، أهذه هي الوطنية، إن كان يكرهني فليحاربني أنا فقط ما دخل هذه الفتاة المسكينة؟ هل يعود ذلك الى أنها تنحدر من عائلة متوسطة؟ وهل كان سيتجرأ على فعل ذلك لو أنها تنتمي الى احدى العائلات المعروفة. طبعا، لا أذكر أيضا أن هناك فتاة أخرى منحها صفرا في مادته، لكن والدها المنتمي الى أعيان القيروان هدّده بكتابة تقرير للمندوبية الجهوية للتعليم، مما جعل حمودة الصدفي يلهث خلفه طالبا صك الغفران. إلى أين؟ مثل هذه التجاوزات الأخلاقية في الرياضة النسائية موجودة بكثرة وبدت تطفو على السطح، فهذه ليست أول قصة ولن تكون الاخيرة، ولكن هذه الفضيحة حرّكت الرأي العام بولاية القيروان لذا يجب على سلطة الاشراف أن تفتح ملفات الفساد الرياضي، سواء الأخلاقية أو المادية، فالسكوت عن مثل هذه التجاوزات جعلها أكثر خطورة، فإن كان تصوير رياضية عارية أمر عادي فعلى الدنيا السلام.