تعيش منذ يومين مناطق الشمال الغربي موجة برد مصحوبة بكميات كبيرة من الثلوج والتي ظلت على امتداد مواسم حكرا على منطقة عين دراهم. وبالنسبة الى ولاية باجة فإن الثلوج يعتبرها الفلاح بركة وتبشر عادة بكل خير على مستوى صابة الحبوب والقاعدة المائية ولكنها قد تتحول الى نقمة. وفي المقابل كيف لأهالي وسكان ولاية باجة مقاومة موجة البرد هذه؟ وكيف لأعوان الحماية المدنية وإدارة التجهيز مواجهة هذا الكم من الثلوج على مستوى الطرقات بتجهيزات غير مؤهلة كما وكيفا لمقاومة مثل هذه الظواهر؟ وسائل التدفئة بالنسبة الى العامة من سكان ولاية باجة لا تتعدى السخانات الكهربائية او النفطية او التي تشتغل بالغاز فالمنازل غير مجهزة بالتدفئة المركزية في غياب شبكة الغاز الطبيعي التي من المنتظر ان تظهر بباجة مع سنة 2013 ان التزم الساهرون على المشروع بمواعيد التنفيذ. كما يلتجئ العديد من المتساكنين الى التدفئة باستعمال الحطب او الفحم. وفي كل الحالات فإن توفير وسائل التدفئة لمجابهة موجة البرد هذه ليس بالامر الهين فأسعار السخانات ليست في متناول الجميع وان توفر السخان فإن دخل الموظف لن يقوى على فاتورة الكهرباء والمواطن العادي لا يقوى على سعر النفط وسعر الفحم فما بالكم بالفقراء وضعاف الحال الذين لا يجدون ثمن الخبزة حتى يقوون على ثمن النفط والحطب والفحم فالكيلوغرام الواحد من هذا الفحم ان توفر يتراوح بين 700 و900 مليم وأما سعر اللتر الواحد من النفط فيقدّر ب900 مليم والسخان النفطي المقتصد للطاقة يستهلك حوالي لتر في الساعة الواحدة تقريبا. هذا دون اعتبار أزمة قوارير الغاز التي لا تزال تلاحق المواطنين في جل المناطق. تجهيزات متواضعة الادارة الجهوية للتجهيز بباجة والحماية المدنية والحرس الوطني تجندوا جميعا بما توفر لديهم من وسائل وتجهيزات لمواجهة الثلوج بالطرقات والمسالك منذ الساعات الاولى واتضح ان هذه التجهيزات لم تكن كافية فإلى حدود مساء أمس ظلت الجرافات تصارع الثلوج خصوصا بمنطقة عمدون من ولاية باجة حتى تعيد الجرافة الى الطريق... وهذا ما أفادنا به السيد حسين العنايبي المدير الجهوي للتجهيز بباجة والذي كان متواجدا على عين المكان للتجهيز وقد أكّد لنا المدير الجهوي للتجهيز ان أغلب الطرقات بولاية باجة قد تم تخليصها من الثلوج وباتت حركة المرور لكل وسائل النقل بها طبيعية الا على مستوى الطريق الرابطة بين عين دراهموباجة من جهة عمدون فإن استمرار نزول الثلوج حال دون تسريح الطريق نهائيا هذا بالاضافة الى أن تدخل جرافات إدارة التجهيز بباجة تنتهي عند حدود الولاية بهذه الطريق لتفسح المجال الى الادارة الجهوية بجندوبة لإكمال المهمة الى حدود كتابة هذه الأسطر السفر الى عين دراهم عبر عمدون غير ممكن. ولئن تعطلت حركة المرور لساعات طويلة مع بداية نزول الثلوج لمئات السيارات وبقية و سائل النقل والتي اضطرت للانتظار طويلا حتى تحركت الجرافات وقد اضطر البعض الى الاتصال بمختلف وسائل الاعلام المسموعة لإطلاق صرخات استغاثة الا أننا لم نسجل حوادث مرور خطيرة وضحايا.