أنهى عدد من طلبة المؤسسات الجامعية بولاية القيروان نهاية الأسبوع المنقضي اعتصاما نفذوه داخل الإدارة الجهوية للخدمات الجامعية بالجهة منذ يوم 20 جانفي، بعد تدخل زملائهم الذين طالبوا بتعميم المنحة وتحسين الخدمات الجامعية. ويذكر أن الاعتصام انتقل من كلية الآداب برقادة الى مقر الإدارة الجهوية للخدمات الجامعية بالجهة من أجل المطالبة بتعميم المنحة الجامعية وبمجانية الاكل الى حين صرف المنح وبمراجعة المقاييس المعتمدة حاليا في اسناد المنح الجامعية ومنها الرسوب والدخل السنوي للوالدين. وقد اعتصم عدد من الطلبة داخل الإدارة ممّا أدى الى توقف العمل بالمؤسسة لمدة ثلاثة ايام وفق تأكيد أعوان الإدارة وهو ما ادى الى تعطل عملية دراسة بعض الملفات خصوصا في ظل غياب مدير جهوي للخدمات الجامعية منذ انطلاق السنة الجامعية بعد طرد المدير السابق. وما يلاحظ في الاعتصام الذي نفذه الطلبة داخل مكاتب الموظفين والذي يتبناه الاتحاد العام لطلبة تونس حسب تأكيد بعض الطلبة (لم يستظهروا باي بيان)، هو حضور عدد من الطلبة الذين سعوا الى اقناع زملائهم بجدوى فك الاعتصام ومغادرة الإدارة والاعتصام في الخارج مقابل ترك الموظفين يواصلون عملهم. وميّز الطابع السلمي لأسلوب الحوار الراقي الذي جرى بين فصيلي الطلبة هذا الاعتصام. وتطور النقاش ليشمل عديد المسائل التي تهم الطلبة الى جانب مناقشة مسائل سياسية خلافية. وقد اجمع عدد من الطلبة الذين التقيناهم من بين المعتصمين ومخالفيهم، على ضرورة تحسين الخدمات الجامعية خصوصا مسألة الأكلة الجامعية. واكد عدد من الطلبة انهم يدرسون في ظل ظروف صعبة منها غياب المنحة الجامعية التي حرم منها عدد كبير. وبيّن السيد علي بلخيرية ممثل الإدارة ان هناك مراجعات لمطالب المنح وان الادارة بصدد مراجعة الادارة العامة ووزارة التعليم العالي من اجل ايجاد حلول لبعض الاشكاليات. لكنه أشار الى ان اعتصام الطلبة عطل عمل الموظفين وأكد ان هناك اعانات اجتماعية للطلبة وان هناك ميزانية مخصصة لبعض الحالات الى جانب الموافقة على 4 آلاف مطلب منحة من بين 19 الف مطلب. تأخر المنحة الاجتماعية... وبخصوص المنح المخصصة للحالات الاجتماعية فانه كان من المنتظر ان يتم صرفها يوم 27 جانفي لكن لعدة أسباب تأخر صرفها كما تم رفض عدد كبير من المطالب. وفي حديثها ل«الشروق» بينت السيدة نورة العبيدي المسؤولة عن المنح الجامعية بالإدارة، انه بسبب الاعتصام الذي ادى الى توقف العمل، تأخرت دراسة الملفات وتنزيلها في المنظومة. وأشارت الى وجود قائمة ب77 مطلبا للحصول على المساعدات الاجتماعية حاصل على الموافقة عرضت على الإدارة العامة من بين 300 مطلب. وأكدت ان بقية المطالب لا تتوفر فيها شروط الانتفاع بالمساعدات الاجتماعية المخصصة للطلبة. ومن بينهم راسبون يتم دراسة مطالبهم على امل الحصول على المنحة الجامعية. وطلبت بان لا يتم تعطيل العمل من اجل خدمة الطلبة وتقديم إجابات مقنعة لمطالبهم والرد على كل اعتراضاتهم. كما أشارت الى غياب المدير وهو ما عطل بشكل نسبي عمل الإدارة. لكن تعاون جميع الموظفين مكن من تجاوز النقص. ومن شان انتهاء الاعتصام ان يساعد على حسن سير المؤسسة من اجل النظر في مطالب الطلبة وتمريرها الى الإدارة العامة التي يبدو انها في برج عاجي بعيدا عما يحدث ويدور بخصوص الخدمات الجامعية التي تستوجب تدخلا عاجلا وجذريا حتى لا يضطر الطلبة الى الاعتصام من جديد.